طموحات وتجارب.. تفاصيل اللقاء التفاعلى لوزير الشئون النيابية مع الشباب    النائب أحمد السجيني: اختصار إجراءات استخراج رخصة البناء بالمدن انتصار لمجلس النواب    من أهم المعالم السياحية في العالم.. أحمد موسى يناشد الحكومة بتطوير منطقة الأهرامات    وزير الخارجية: بحث مع رئيس رواندا الوضع في القرن الأفريقي وقضية المياه    برشلونة يسقط بثلاثية أمام موناكو في كأس خوان جامبر    سموحة يقتنص فوزًا ثمينًا من سيراميكا في الدوري المصري    «لا توجد إدارة أو خطة».. عمر عصر يهاجم رئيس اتحاد تنس الطاولة    الأهلي يُكثف محاولاته لضم نجم الدوري السويسري    افتحوا الأبواب والشبابيك بالليل.. «الأرصاد» الجوية توجه رسالة عاجلة للمواطنين    محافظ الوادي الجديد يدشن المكتبة المتنقلة    محامي شيرين عبدالوهاب يكشف حقيقة علاقة موكلته بشركة روتانا    العلمين كلمة السر في نجاح فيلم «همام في أمستردام».. مدحت العدل يكشف القصة (فيديو)    موجهاً رسالة للأمريكيين .. ترامب يعود إلى «إكس»    محافظ المنوفية يحيل مسئولي إحدى الجمعيات الأهلية بقويسنا للنيابة العامة    مسؤول أممي ل"القاهرة الإخبارية": هناك حاجة ماسة لإدخال المساعدات لقطاع غزة    عبد الواحد: الإفراج عن 605 بالعفو الرئاسي يحمل دلالات إنسانية عميقة    مدير «رياضة القليوبية» يتفقد عدة مشروعات استثمارية تمهيدا لافتتاحها    تأجيل حفل تامر عاشور في ليالي مصر بدون إعلان سبب رسمي    مهرجان المسرح المصري يحتفي بفرقة النيل للآلات الشعبية    توقعات الأبراج، حظك اليوم الثلاثاء 13-8-2024 أبراج الميزان والعقرب والقوس    أستاذ بالأزهر: صوت المرأة ليس عورة    أستاذ بالأزهر: «لو كذبت في شهادتك عن عريس أو عروسة تبقى شهادة زور»    وزارة الصحة: ضغط الدم الغير منضبط يسبب الوفاة المبكرة .. إنفوجراف    بنص القانون.. موعد تطبيق زيادة المعاشات الجديدة    الصحة العالمية تُشيد بجهود مستشفى المعمورة في مكافحة الدرن بالإسكندرية (صور)    الرقابة الصحية تمنح مستشفى بنها النموذجي اعتماد «جهار»    طلاب هندسة المنصورة الجديدة يشاركون في تدريب عملي بوكالة الفضاء المصرية    عبد الباسط حمودة وأمينة يطرحان كليب «هانخربها» | فيديو    أمريكا: نشعر بقلق لتخطيط إيران تسليم صواريخ باليستية إلى روسيا    أمين الفتوى بدار الإفتاء: «الولي» من أركان عقد الزواج    رمضان عبد المعز: حب الوطن من عقيدة المؤمن.. فيديو    منطقة الإسكندرية الأزهرية توفر بيئة تعليمية وترفيهية متميزة بالأندية الصيفية لروادها    «التنمية المحلية»: اختصار إجراءات تراخيص البناء لخدمة المواطنين    تعيين وتجديد تعيين رؤساء أقسام بكليات الطب البيطري ودار العلوم والآداب في جامعة المنيا    مفتي الجمهورية الجديد.. ما رأي الدكتور نظير عياد في شراء الذهب وبيعه للناس بسياسة التقسيط؟    الولايات المتحدة تقدم مساعدات إنسانية إضافية لجنوب السودان بقيمة 95 مليون دولار    حار رطب نهارا ورياح.. الأرصاد تكشف حالة الطقس غدا    «صراخ بدل الزغاريد».. تفاصيل مصرع «صبي» بسبب إطلاق الشماريخ في فرح بكرداسة (صورة)    وكيل صحة شمال سيناء يتابع أعمال تأهيل ورفع كفاءة مرافق مستشفى الشيخ زويد المركزي    مصروفات المدارس الحكومية 2024/2025.. الثانوية 505 جنيه    فوائد الشعير المغلي، ينظم مستوى السكر والكوليسترول بالدم ويعزز المناعة    بالفيديو.. مشاجرة لاعب الأهلي السابق أحمد عادل مع شخص بمارينا    التحرير الفلسطينية: زيارة عباس لروسيا تأتي في إطار تأييد موسكو للموقف الفلسطيني    الوكالة الدولية للطاقة الذرية تُحذر من اندلاع حرائق في موقع محطة زابوريجيا    "الحفر المصرية" تدير 69 جهاز حفر وصيانة آبار بري وبحري    جامعة القاهرة تكشف خريطة أنشطتها الصيفية لدعم ابتكارات الطلاب واكتشاف مواهبهم    في اليوم العالمي.. الحوار الوطني: الشباب ركيزة التنمية وقادة الغد فى كل المجتمعات    مراسل القاهرة الإخبارية: الاحتلال يواصل قصف مناطق متفرقة من قطاع غزة    «مدبولي» يلتقي القائم بأعمال رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات    محافظ القليوبية والمنسق العام يتابعان المرحلة الثالثة من مبادرة المشروعات الخضراء والذكية    رحلة عصام صاصا من أشهر مطرب مهرجانات للحبس 6 أشهر    «ضربتان في الرأس».. لعنة «اليسار» تطار حسام حسن مع منتخب مصر    بعد إضافة درجتين لطلاب الثانوية العامة 2024، ما هو سؤال الفيزياء المثير للجدل؟    بعد تأييد الأحكام ضدها.. القصة الكاملة للخلية المتهمة بمحاولة اغتيال الإعلامي أحمد موسى.. المتهمون حازوا أسلحة ومفرقعات وتلقوا تمويلات    مسئولو "الإسكان" يتابعون موقف تنفيذ مشروعات المرافق بمدينة حدائق العاصمة    وزير الإسكان: إزالة مخالفات بناء وغلق أنشطة مخالفة بأراض وفيلات بالقاهرة الجديدة    نجم الأهلي السابق: كولر لا يمنح الفرصة للشباب وتسبب في رحيل كريستو    تنسيقية المقاومة العراقية تتوعد الولايات المتحدة بسبب إيران    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قبل أن تصل هيلارى كلينتون
نشر في اليوم السابع يوم 30 - 01 - 2009

لا أريد منك أن تستنج تفاؤلى بهيلارى، أو أملى فى الإدارة الجديدة، أريد فقط أن تؤمن بأننا يجب أن نفهم مع من نتعامل، وما الخطاب الذى يمكن أن نستخدمه، بدلا من أن نساوى بين الخبيث والطيب فى الإدارة الأمريكية، فلا يجوز ولا يمكن أن نعامل هيلارى كلينتون سياسيا وإعلاميا كما عاملنا كوندوليزا رايس.
لا أظن أن هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية الجديدة، ستكون موظفة مطيعة تتلقى الأوامر والتعليمات من مكتب الرئيس فى البيت الأبيض، فأغلب الظن أن صوتها سيكون مسموعا لدى باراك أوباما، وسيكون مدويا لدى الكونجرس، الذى انتقلت من مقاعده كسيناتور عن ولاية نيويورك إلى موقعها الجديد فى وزارة الخارجية، ومن ثم أظننا فى حاجة إلى الاقتراب أكثر من هذه السيدة، قبل أن تحمل إلينا هنا استراتيجية الإدارة الجديدة نحو ملفات الشرق الأوسط.
أدعوك لأن ترى هذه السيدة بعين مختلفة، فهيلارى ليست هذه الزوجة الصبورة، التى تحملت خطيئة زوجها بيل كلينتون داخل المكتب البيضاوى، كما أنها ليست السيدة المهزومة فى سباق الحصول على تأييد الحزب الديمقراطى لخوض انتخابات الرئاسة، إن تاريخها السياسى والإنسانى أكثر عمقا من كل ذلك، وظنى أن الاقتراب من هذا التاريخ، والتعرف على قصة حياة الوزيرة الجديدة، ربما يساهم فى إعادة بناء الخطاب السياسى المصرى والعربى بصورة أكثر فاعلية فى السنوات الأربع المقبلة من عصر أوباما.
نحن نستطيع أن نصل إلى نقاط اتفاق مع هذه الكاريزما السياسية الجديدة، إذا استخدمنا خطابا مختلفا، خطابا يرى فيها هذه الناشطة السياسية التى كافحت ضد الحرب فى فيتنام، وشاركت مع طلاب جامعة (ييل) فى معارضة الرئيس نيكسون، حين قرر توسيع الحرب نحو كمبوديا، ونحن نستطيع بلوغ مرحلة جديدة من التفاهم حين ندرك أن هيلارى شاركت طوال سنوات دراستها فى جامعة (ولزلى)، ثم فى جامعة (ييل) بعد ذلك فى جميع الأنشطة المناهضة للتمييز، والمؤيدة لحقوق المهاجرين فى الولايات المتحدة، وكانت تتعمد مصادقة الفتيات السوداوات ومناصرتهن فى نضالهن الحقوقى.
لا أريد منك أن تستنج تفاؤلى بهيلارى، أو أملى فى الإدارة الجديدة، أريد فقط أن تؤمن بأننا يجب أن نفهم مع من نتعامل، وما الخطاب الذى يمكن أن نستخدمه، بدلا من أن نساوى بين الخبيث والطيب فى الإدارة الأمريكية، فلا يجوز ولا يمكن أن نعامل هيلارى كلينتون سياسيا وإعلاميا كما عاملنا كوندوليزا رايس، ولا يجوز ولا يمكن أن نوجه لهيلارى نفس الخطاب الذى كنا نوجهه لرايس، نحن أمام شخصيتين مختلفتين، وإدارتين متناقضتين، حتى لو اتحدتا فى العمل على تحقيق المصالح الاستراتيجية الأمريكية، فهذه المصالح يمكن أن تلتقى مع مصالحنا فى نقاط متعددة، واشنطن تفهم ذلك، ويبقى فقط أن نفهمه نحن أيضا.
لا أستطيع هنا أن أرسم بدقة ما أفهمه عن تفاصيل حياة هذه السيدة وتكوينها الإنسانى والسياسى، ولكننى أريد فقط أن أتلو عليك قصة صغيرة من سيرة حياتها، أظنها قد تضىء بعض النقاط حين يأتى وقت الحديث عن فلسطين المحتلة..
تروى هيلارى فى مذكراتها الصادرة بعنوان (تاريخ عشته) (living history ) أنها قررت خلال السنة الأخيرة من الدراسة الجامعية، الذهاب مع صديقة لها تدعى بيتسى جونسون إلى وسط مدينة شيكاغو، لمشاهدة مظاهرات احتجاج ضخمة فى هذه الأيام العصيبة فى الولايات المتحدة، وبعد أن تسجل هيلارى مشاهد وحشية البوليس ودموع المتظاهرين وصراخهم، تصل إلى نتيجة مهمة لها فى هذا الوقت، وأحسبها مهمة لنا أيضا فى فهم هذه الشخصية، تقول هيلارى نصا:
((رغم خيبة أملى فى السياسة، فإننى عرفت أن الطريق الوحيد للتغيير فى بلد ديمقراطى هو التغيير السلمى المستمر، ورغم أننى لم أتصور آنذاك أن أصل إلى السلطة، فإننى اعتقدت دائما أن الدكتور مارتن لوثر كنج، والمهاتما غاندى فعلا الكثير لإحداث تغيير حقيقى عن طريق عصيان مدنى بعيدا عن العنف، إن هذين الرجلين بأفكارهما نحو التغيير، فعلا أكثر مما يستطيعه مليون متظاهر يقذفون الأحجار على الشرطة)).
نحن هنا إذن أمام سيدة تعرف أن الحقوق يجب أن تعود لأصحابها، لكنها تؤمن أن طريق المهاتما غاندى ونضال مارتن لوثر كنج، هما الأكثر تأثيرا من استخدام العنف وسيلة للتغيير، هيلارى نشطت فى معارضة الحرب، لكنها لم تلق أحجارا على الشرطة، وهيلارى آمنت بحقوق الأقليات والمهاجرين دون أن تتسامح مع عمليات القتل، التى ارتكبها أى من الطرفين، السود أو الشرطة.
نحن فى حاجة لأن نفهم كيف يفكر الآخرون، إن كنا قد قررنا سلفا أن لهم دورا حيويا فى الوصول إلى تسوية فى الشرق الأوسط، هذه هى هيلارى إذن، فمن يكون مارتن لوثر كنج أو المهاتما غاندى فى فلسطين المحتلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.