ظهر عقب ثورة 25 يناير المجيدة مصطلح (الفلول) وتم إطلاقه على كل من عمل بالنظام السابق، انتشر المصطلح وأصبح متداولا بكثرة حتى صار وصمة عار على من يحمله. ولم يكتف المصريون بذلك، بل طالبوا بالعزل السياسى وأحيانا الاجتماعى لهذه الطائفة من الوطن، مستندين إلى اشتراك هؤلاء الأشخاص فى قتل أبنائنا وتشريد آلاف الأسر وحرق قلوب آلاف الأمهات، ونشر الأكاذيب وإثارة الفتن وغيرها من أفعال وأقوال أدانتهم بخيانة الثورة، ومطالب التغيير. وبالبحث.. وجدت أن هناك نوعين من الفلول، الأولى هم أتباع الكنبة الذين من وجهة نظرهم أن من عمل بالنظام السابق هو الأصلح فى الفترة القادمة لما يعلم من أسرار تخفى على غيره وقدرته على القيادة الحكيمة التى مللنا منها طوال سنوات حكم العسكر، أما النوع الثانى فهم النخبة المحسوبة على النظام السابق. وبالمتابعة والمشاهدة وجدت وجوها تشابه غريبة بين النخبة الفلولية وبعضهم، فإنهم جميعا يتفاخرون بالثورة والتغيير حتى وصل بهم الحال إلى تصديق أنفسهم بأنهم شاركوا فى عملية التغيير، وليس إلى هذا الحد فقط بل وصلت بهم الجرأة إلى الترشح لرئاسة الجمهورية، والمستفز فى الموضوع أنهم يقترحون مشاريع وبرامج للنهضة والنمو الاقتصادى وتطوير التعليم والصحة وغيرها. من المدهش أنهم كانوا يحتلون مناصب ليست بالهينة قبل الثورة، فلماذا لم ينفذوا تلك المشاريع والبرامج وهم على كراسيهم. حتى إذا سألوا عن ذلك يبرروه بأن مبارك لم يعطهم الفرصة، وهذا ما يزيد الطين بله لأنهم بذلك يؤكدون أنهم طالبو مناصب ولا يلمسون وضع المواطن البسيط ومشاكله، وحتى إذا فعلوا ذلك وأبى رأس النظام يلتزمون الصمت خوفا على مناصبهم. كيف يطلبون منا الفلول أن نثق بهم وهم أخذوا يتساهلون فى حقوقنا ويتكاسلون فى أداء واجبهم نحو الوطن طوال ثلاثة عقود مضت؟؟. كيف سنأمنهم على أنفسنا وهم أنفسهم من باعونا من قبل؟؟ فمن باع أهل وطنه وهو وزير من السهل أن يبيعهم وهو رئيس. لا نطلب منكم أن ترحلوا خارجا، فهذا وطنكم والتاريخ لن ينسى مواقفكم المخزله تجاهه، ومع ذلك لا نريد طردكم ولكن اتركونا نصلح ما أفسدتموه.