قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن الكسور العميقة فى المجتمع الفرنسى والتى كشفت عنها حملات الانتخابات الرئاسية، اتخذت بالأمس شكلا ماديا صاخبا فى مظاهرات عيد العمال التى شارك فيها اليسار واليمين واليمين المتطرف. وقبل خمسة أيام من جولة الإعادة فى انتخابات من المتوقع أن يخسرها، تحدث الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزى عما أسماه العمل الحقيقى أمام حشد كبير وصل حوالى 100 ألف شخص من الميسورين فى أحد الميادين الصغيرة، وهو ما يدل وعى دعم الطبقة المتوسطة له. وترى الصحيفة أن ساركوزى خسر أصوات اليمين المتطرف التى حاول التودد إليها لإنقاذه فى جولة الإعادة من المنافسة الشرسة مع المرشح الاشتراكى الأوفر حظا فرانسوا هولاند، وذلك بعدما دعت زعيمة هذا التيار مارى لوبان أنصارها إلى وضع ورقة بيضاء فى صناديق الاقتراع بدلا من التصويت لساركوزى أو هولاند. وكانت لوبان قد حلت فى المرتبة الثالثة فى الانتخابات بعد حصولها على نسبة 17.9% من الأصوات فى الجولة الأولى التى خاضها عشرة مرشحين. وعلى الرغم من الجهود المضنية التى بذلها ساركوزى على مدار الأيام العشرة الماضية لاستمالة ناخبى اليمين المتطرف، إلا أن لوبان رفضت كلا من ساركوزى وهولاند وقالت عنهما إنهما ناطقان بلسان النخبة السياسية الموالية لأوروبا واللذين لا يقدمان إلا الآمال الزائفة والمزيد من الإحباطات. واعتبرت لوبان أن النتيجة التى حققتها فى الجولة الأولى هى مجرد البداية لثورة من الشعب الحقيقى الوطنى فى فرنسا ضد الاتحاد الأوروبى وضد صندوق النقد الدولى وضد الهجرة التى لا يتم السيطرة عليها. ولفتت الإندبندنت إلى أن خطاب ساركوزى أصبح فى الأيام الأخيرة لا يمكن تمييزه عن خطاب اليمين المتطرف، حيث قال إن واحدة من أهم قضايا حملته الانتخابية هى بناء وحماية الحدود حتى لا يتم اندثار تاريخ فرنسا وحضارتها من قبل أوروبا.
