قالت أوليجا غازاريان، المدير الأقليمى لمنظمة أوكسفام للشرق الأوسط وأوروبا الغربية، إن الثورة المصرية لا يزال بإمكانها الوفاء بوعودها بالرغم من أن حقوق المرأة تواجه تهديدات فى البلاد، إلا أنه يجب دعم المجتمع المدنى فى وجه محاولات تقييد الحريات الشخصية. وأوضحت الناشطة الحقوقية فى مقال لها بصحيفة "الجارديان" البريطانية أنه لا يزال هناك شعور واضح بالأمل والحماس، لكن لا يوجد رؤية حقيقية لنهاية اللعبة، فالخطاب العام هيمنت عليه أجندة اجتماعية محافظة، فالإيديولوجيات الإسلامية يبدو أنها أصبحت القوى التى تشكل التاريخ الجديد وتستخدم الديمقراطية كذريعة لتقديم "إملاءات الأغلبية" من أجل تقييد الحريات الشخصية. وما إذا كانت تلك الأجندة ستمتد إلى الحياة العامة أمر سيحدده الفائز فى المعركة بين الدولة الدينية والدولة المدنية. وتتابع غازاريان قائلة: "إن كل السياسات فى مصر تبدو تحت المجهر فى ظل مخاطر عدة أولها يتعلق بحقوق المرأة، حيث يوجد ثمانية نائبات فقط فى البرلمان، فقد أوفد حزب الحرية والعدالة نائبات محافظات اجتماعيا فى البرلمان واللاتى أصبحن معاديات لحرية المرأة، كما أن هناك تصور أيضا بأن السياسات التى فرضتها سوزان مبارك قد منحت النساء حقوق أكثر مما يستحقن، والخطاب السلفى المتشدد قام تحت ستار الإسلام بتجاوزات متزايدة لحقوق المرأة مثل عودة الأصوات التى تدعو إلى ختان الإناث. وتقول مسئولة أوكسفام إن بعض العائلات من مدينة بنى سويف قالت لها إنها حصلت على أموال مقابل بقاء المرأة فى منزلها وتحت السيطرة. ويبدو أن هناك معارضة لهذه الاتجاهات الجديدة من جانب الأقليات الدينية والليبراليين وقطاع كبير يعتبر نفسه متدين لكنه يرفض الهجمات على حقوق المرأة، لكن هؤلاء ليسوا منظمين بما يكفى للحديث بشكل موحد. وتتابع غازاريان قائلة إن هناك منظمات مجتمع مدنى مذهلة فى مصر تتسم بالتنوع والشجاعة. واستخدم العديد منها على مدار سنوات المساعدات المقدمة من أطراف دولية، من بينها منظمة أوكسفام نفسها، فى عملهم لتعزيز حقوق الإنسان ومحاربة الفقر والظلم ورفع أصواتهم ضد القمع.. وفى مكان مثل مصر يستحق أن يكون للمجتمع المدنى القانون المناسب الذى يساعد على تكوين الجمعيات بحرية ويعطيها مساحة للتحرك، لكن للأسف بعد الثورة، لم ترفع القيود عن المجتمع المدنى، بل وكانت هناك حملة تشويه ضد المنظمات غير الحكومية. وختمت الكاتبة مقالها بالقول إن الثورة فى مصر لا تزال مستمرة، وهى بعيدة كل البعد عن الانتهاء وربما تتكشف بطرق كثيرة. وهناك احتياج الآن للعناية المشددة لخوض تلك المرحلة الخطيرة والمثيرة والوفاء بوعدها.