إيمانها الشديد بالفن الذى تقدمه وبقدرتها على إضافة شئ مختلف للحياة هو الذى دفعها لبدء مشروعها الصغير رغم استنكار المحيطين بها لما تقوم به.. فدوى عطية لم يتجاوز سنها الثالثة والعشرين من عمرها، إلا أنها استطاعت خلال سنتين ونصف تحقيق الكثير. كثيرا ما كان يشغلها المشروع أو المكان الذى تبدأ به حياتها العملية ووجدت ضالتها فى "تى شيرت" زميلها الذى لاحظت أنه يختلف عن المنتجات الموجودة فى السوق، وعندما سألته اكتشفت أنه رسم عليها لوحة أعجبته باستخدام ألوان القماش. لمعت الفكرة فى رأسها وقررت أن تكون هذه الفكرة مشروعها الخاص بعد التخرج مباشرة فمن خلال مشاهدتها للمعارض الفنية، لاحظت أن جمهور المعارض محدود، ويقتصر على الفنانين فى حين تحلم بالوصول بأفكارها وفنها إلى الناس جميعا بمختلف أعمارهم ومستوياتهم. استخدمت الشخصيات الكارتونية لاجتذاب الأطفال والكبار على السواء وبدأت ترسم على تى شيرتات الأصدقاء والأقارب، فكان أى شخص يشاهد إنتاجها، يطلب أن ترسم له تى شيرت. تتذكر فدوى أول تى شيرت قامت برسمها، وكيف كان بها العديد من الأخطاء، إلا أنها لم تستطع الاستغناء عنها حتى اليوم، وإن اقتصر ارتداءها خلال تواجدها فى المنزل. ومع زيادة الطلب، تحولت الهواية إلى مشروع تقوم بالدعاية له من خلال جروب على الفيس بوك أطلقت عليه FOFO"" وهو نفس الاسم الذى توقع به على رسوماتها التى تتميز باعتمادها على بورتريهات غير واضحة المعالم تركز على تعبيرات الوجه أكثر من الملامح. فى نادى سبورتنج بالإسكندرية، بدأت شهرتها على أرض الواقع، حيث كانت ترسم على التى شيرتات لكل أعضاء النادى، وخاصة من الأطفال الذين يقبلون على الرسم على الجينز. فى البداية كان الناس يعتقدون أن هذه الرسومات عبارة عن طباعة إلا أنهم تأكدوا أنها رسوماتها الخاصة بعد أن شاهدوها ترسم بنفسها فى النادي. ومن التى شيرت إلى الأحذية والشنط والطرح حتى الحوائط، أصبحت فدوى ترسم على أى شئ وكل شئ، لاشئ يعيقها عن الرسم حتى أنها تصلح التى شيرتات التى تتغير أو تبهت لونها لتعيدها تى شيرت جديدة. عملت فدوى لعدة أشهر فى وحدة المقتنيات فى مكتبة الإسكندرية، إلا إنها لم تتقبل فكرة العمل فى وظيفة إدارية وأدركت أنها لا تستطيع التخلى عن الرسم. تركت المكتبة لتعمل فى إحدى شركات الدعاية والإعلان، وخلال فترة وجيزة استطاعت الوصول إلى منصب المدير الفنى للشركة. تعمل صباحاً فى الشركة وليلاً فى رسم التى شيرتات الخاصة بمشروعها الصغير ويتوسط النهار الوقت المخصص للرياضة التى تسلل حبها إلى قلبها منذ الطفولة وجعلها تمارس معظم الألعاب الرياضية من الجمباز والتنس والفروسية، إلا أن كرة اليد ظلت اللعبة الأولى التى تحترفها وتحصد العديد من البطولات وشهادات التقدير من خلالها. تشعرها الرياضة بالهدوء النفسى والصفاء الذهنى وتخرج الطاقات الفنية الكامنة بداخلها. تشعر بسعادة غامرة عندما تشاهد الشباب والكبار يلبسون التى شيرتات التى رسمتها، وخاصة عندما يحدثونها عن أنها تلاقى إعجاباً شديداً خارج مصر. "احنا عندنا إمكانيات عالية ممكن نوصل لبره ونبقى أحسن منهم كمان". أكثر لحظاتها متعة تكون وسط الأطفال خلال ورش العمل حيث تعلمهم كيف يصنعون بأيديهم تى شيرتات تحمل رسوماتهم وتتمنى أن تطبق فكرة هذه الورش لتعليم أطفال الشوارع الرسم باستخدام ألوان القماش. لا تهدف فدوى للربح، لذلك فهى تبيع التى شيرت بسعر التكلفة وأغلى تى شيرت وصلت لمائة جنيه، استمرت 3 أيام متواصلة ترسمها ولم ترغب فى بيعها وكأنها قطعة منها لا تستطيع التخلى عنها، إلا أنها باعتها فى النهاية واستمرت تطمئن عليها من وقت لآخر. "أخرجت فيها كل المشاعر والأحاسيس التى كانت بداخلى فى تلك اللحظة"، إلا أن كل تى شيرت تحمل مزيجا من المشاعر إلى جانب أنها تتأثر بالحالة النفسية التى تسيطر عليها وقت الرسم. بمبلغ لا يتجاوز المائة جنيه يمكن لأى شاب يحمل موهبة الرسم أن يبدأ هذا المشروع، يستطيع شراء 6 تى شيرتات وألوان والوقت والصبر ستتضاعف المائة جنيه إلى آلاف الجنيهات. ومع وصولها إلى عدد كبير من الشباب فى القاهرةوالإسكندرية من خلال جروب الفيس بوك، وإقامة العديد من ورش العمل فى المدارس والنوادى يبقى حلم فدوى فى إنشاء مركز فنى خاص بها يعلم الأطفال والكبار فنون الرسم المختلفة. ورغم أنه يحتاج إلى رأس مال ضخم قد لا يقل عن مليون جنيه، إلا أن فدوى متيقنة أنها ستستطيع يوما تحقيقه.