قال وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط اليوم السبت، إن التعنت الإسرائيلى هو العقبة الرئيسية أمام الجهود المصرية للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب فى غزة، وذلك لأن إسرائيل شربت من خمر القوة والعنف. وأضاف أبو الغيط فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره التشيكى كاريل شفارزنبرج، "نأمل أن يكون هناك وقف إطلاق نار بأسرع وقت ممكن"،. وتأتى تصريحات أبو الغيط، وهى الأعنف ضد إسرائيل منذ أن بدأت حربها فى غزة فى السابع والعشرين من ديسمبر الماضى، بعد أن أعلن مسئول حكومى إسرائيلى رفيع مساء أمس الجمعة، أن الحكومة الأمنية الإسرائيلية ستتخذ قراراً مساء اليوم السبت فى شأن إعلان وقف نار من جانب واحد فى غزة. كما أكد أبو الغيط أن الاتفاق الأمريكى الإسرائيلى حول منع تهريب الأسلحة إلى غزة لا يلزم مصر، وذلك بعدما وقعت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى أمس الجمعة اتفاقاً ثنائياً يهدف لمنع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة الذى تسيطر عليه حركة حماس. وتجرى مصر منذ أكثر من عشرة أيام مفاوضات شاقة ومتواصلة مع إسرائيل من جهة وحركة حماس من جهة أخرى، للتوصل لاتفاق لإنهاء الحرب يتيح لإسرائيل الحصول على الضمانات والترتيبات الأمنية التى تطالب بها لمنع حركة حماس من إطلاق الصواريخ وتهريب السلاح إليها، كما يتيح الاستجابة لمطالب الحركة، وهى انسحاب القوات الإسرائيلية وفك الحصار وفتح معابر قطاع غزة. قال أبو الغيط، إن وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس عندما تحدثت مع المسؤلين المصريين الأسبوع الماضى بأنهم يعدون لمذكرة تفاهم مع إسرائيل، قلنا لها إننا لا نعلم أى شىء عن هذه المذكرة، كما أنها لا تعنينا فى شىء، مما يعنى أنه ليس لدينا أى التزام بهذه المذكرة على الإطلاق فهو هذا أمر أمريكى إسرائيلى يفعلون فيه ما يشاءون. وأشار أبو الغيط إلى أن المذكرة الأمريكية والإسرائيلية تسعى لفرض السيطرة فى أعالى البحار وفى أنحاء العالم. ورداً على سؤال حول أما إذا كانت إسرائيل تسعى إلى استغلال الإدارة الأمريكية الحالية وإلى فرض أمر واقع على الإدارة الأمريكيةالجديدة من خلال هذه المذكرة، اتفق أبو الغيط مع هذه الرؤية، موضحاً أنه عندما تختلق إسرائيل قصة تسمى بالسيطرة على التهريب إلى قطاع غزة، ثم تزعم أن هذا التهريب يتم عن طريق الأنفاق، ثم تتحدث عن توظيف قدرات المجتمع الغربى والولاياتالمتحدة وحلف الأطلسى من أجل السيطرة على أعالى البحار، سواء فى القرن الإفريقى أو فى البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، وتطوع البشرية جمعاء لتحقيق هذه السيطرة، فهم بذلك يرغبون فى خدمة مصالح إسرائيلية، واستطرد قائلاً "ولكن هل هذا هو الأسلوب الأمثل؟ فهم لم يتحدثوا عن مصر، فلذلك كما ذكرت فنحن غير ملزمين بهذه المذكرة على الإطلاق". وشدد أبو الغيط على أنه لا توجد أية أدلة على تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة عبر الأراضى المصرية، وقال "إذا كانت لديهم أدلة على ذلك فليقدموها، وعلى الجانب الآخر فإن الولاياتالمتحدة قالت إن تهريب الأسلحة يتم عن طريق البحر أمام سواحل غزة" مضيفاً أنه إذا كان لا توجد لديهم أية أدلة على أن التهريب عبر مصر، فعليهم أن يكفوا عن إثارة هذا الموضوع مجدداً. ورداً على سؤال حول تمثيل فلسطين فى اجتماع الدوحة من خلال حضور خالد مشعل ورمضان شلح وأحمد جبريل، ومدى إمكانية اعتبار ذلك محاولة للانقلاب على شرعية السلطة الفلسطينية، قال أبو الغيط "حقيقة الأمر أن اجتماع الدوحة أثار الكثير من اللغط، وهو يعكس الحماس من أجل نصرة حماس، ونحن من جانبنا فى مصر ننتصر لكل الفلسطينيين"، موضحاً أن هناك اجتماع قمة سيعقد فى الكويت واستقر الأمر فى الاجتماع الوزارى، الذى عقد أمس الجمعة، فى الكويت أن تكون هناك جلسة كاملة أثناء القمة لبحث الوضع فى غزة ووقف إطلاق النار والموقف العربى وكافة العناصر التى تحقق للشعب الفلسطينى استعادة الهدوء والسكينة فى هذا القطاع. وفى رده على سؤال حول إثارة إسرائيل لموضوع تهريب الأسلحة لحماس عبر الأنفاق فى مصر قال وزير الخارجية التشكى، الذى تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبى، إن البشر دائماً يبتكرون الوسائل للحصول على الغذاء واحتياجاتهم، مضيفاً أنه ليس لديه علم أو معلومات كافية فيما يتعلق بتهريب الأسلحة. واعتبر شوارنزبج، أن ما تقوم به حماس من إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، هى أعمال تخريبية، وهو ما اختلف معه أبو الغيط فيه، وقال "نحن نختلف مع الوزير التشيكى ومع الجانب الأوروبى والأمريكى، تسمية هؤلاء المناضلين من أجل وطنهم أنهم مخربون أو إرهابيون، هذه هى نقطة الخلاف. وأكد أبو الغيط إذا ما تعرض إنسان لجندى احتلال فهو ليس بإرهابى، ولكن إذا ما تعرض شخص لمواطنى طرف آخر لعملية إجرامية إرهابية، فهذا هو الإرهاب. وكشف أبو الغيط عن أن مصر هى التى صاغت القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة الداعى إلى الوقف الفورى لإطلاق النار فى غزة، معرباً عن أسفه أن كلاً من سوريا وإيران اعترضتا على مشروع القرار المصرى. وأعلن أبو الغيط، أن مصر سوف تتوجه مرة أخرى إلى مجلس الأمن فى حال لم تلتزم إسرائيل بالقرار 1860، ووقف عدوانها على غزة. وأشار وزير الخارجية إلى أنه سيشارك نهاية الشهر الجارى فى اجتماع ببروكسل بين مصر والاتحاد الأوروبى، بحضور 27 وزير خارجية أوروبى. وأعتبر أبو الغيط، أن التعنت الإسرائيلى هو الذى يعطل الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار، وقال إسرائيل شربت من "خمر القوة" وتتصور أن كل شىء يمكن إتمامه بالعنف والقتل، مشدداً على أن إرهاب الشرق الأوسط عن طريق القوة لن يرهب العرب والفلسطينيين.