على جثث الشهداء من أبناء غزة بفعل الوحشية الإسرائيلية، وبعد أن تصمت المدافع سيجلس كل طرف كان له كلمة فى هذه الحرب الكريهة ليعدد كم مكاسبه، وكم خسائره، ومنذ الطلقة الأولى فى الحرب كانت تركيا، وإيران، ومصر، وإسرائيل، والسلطة الوطنية الفلسطينية، وحماس، هى القوى اللاعبة فى المشهد، فماذا كسب هؤلاء؟ وماذا خسروا. تركيا.. أرباح إقليمية اتخذت تركيا موقفا متشددا ضد إسرائيل بالمقارنة مع مواقف الدول العربية، ولاقى هذا الموقف قبولا شعبيا عربيا، وفرضت القيادة التركية نفسها على مجريات الأحداث بالدرجة التى أصبحت فيها قبلة للجوء بعض الأطراف إليها مثل مصر للتنسيق سويا، ويرى دكتور سعيد اللاوندى المحلل السياسى، أن ما فعلته أنقرة يؤذن ببروز دور تركى جديد سعت إلى لعبه فى المنطقة قبل العدوان، وسيكون أكثر تأثيرا بعده، وربما يكون عودة إلى الدور القديم للإمبراطورية العثمانية. إيران.. مكاسب المزايدة اثنان من المهتمين بالشأن الإيرانى يتفقان على أن هناك مكاسب حققتها طهران، فالسفير محمود فرج، القائم بالأعمال المصرى السابق فى إيران يرى أنها نجحت فى المزايدة على ماحدث فى غزة، واستطاعت أن تثبت أنها أحد اللاعبين الأساسيين فى المنطقة ومتداخلة مع أى أزمة، أما الدكتور محمد السعيد عبدالمؤمن فيرى أن إيران حاولت التقرب إلى مصر، حيث طلبت بناء مستشفى على الحدود مساعدة للفلسطينيين، وربما يفضى ذلك إلى عودة العلاقات بين مصر وإيران. إسرائيل.. خسارة سياسية ربما ترى إسرائيل أنها تحقق النصر من خلال تدمير المنشآت وقتل الأبرياء، لكن هذه الحرب عمقت، أو أكدت كراهية الشارع العربى لها، وهزت صورتها لدى الرأى العام الدولى الذى خرج فى مظاهرات حاشدة ضدها، ومن السابق لأوانه الحديث عن أى تسويات للقضية الفلسطينية بشروط إسرائيلية فلن يكون بمقدور أى فصيل فلسطينى الإقدام على أى تسوية وفقا لشروط ماقبل «غزة». مصر.. ربحت وخسرت الدكتور عبدالمنعم المشاط رئيس مركز الدراسات السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، يرى أن مصر خسرت وربحت، هى ربحت فيما يخص التنافس الإقليمى بينها وبين السعودية، فالأزمة أعادت لمصر دورها الإقليمى، والدليل أن مبادرتها لوقف الحرب تم اعتمادها فى مجلس الأمن، كما أن حماس اكتشفت عدم قدرتها فيما بعد على التمرد على القاهرة، أما خسارتها فتتأتى من منظور الأمن القومى والسماح بعمليات عسكرية على تخومها بالإضافة إلى المظاهرات التى اندلعت ضدها والتى أضرت بصورتها لدى الرأى العام العربى حماس.. تربح حسام تمام، الباحث فى الشئون الإسلامية، يرى أن الحرب أعادت الوجه النضالى والبطولى إلى حماس بعد أن فقدت وجهها السياسى فى ممارسة الحكم، أما ضياء رشوان، الباحث فى مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، فيرى أن أى ترتيبات مستقبلية لن تستطيع تجاهل حماس. السلطة مزيد من الضعف الدكتور وحيد عبدالمجيد مستشار مركز الدراسات السياسية والاسترتيجية بالأهرام يرى أن السلطة لم تعد أهلا للثقة فى نظر شعب غزة الذين لن ينسوا موقف عباس من العدوان يعزز ذلك الحديث الذى تم عن تواطؤ عباس مع إسرائيل وموافقته على العدوان لرغبته فى الدخول إلى غزة على الدبابات الإسرائيلية.