«هناك دول عربية وغربية وعدت مصر بمساعدتها بعد الثورة ولم تتحقق وعودها، بل إن الأمر لم يقتصر على عدم تحقيق الوعود ووصل إلى خروج 10 مليارات دولار من مصر بعد ثورة 25 يناير، وأوصت البنوك الأجنبية بعدم تحويل عملات صعبة لفروعها فى مصر، ووقفوا ضد تجارتنا وصادراتنا بالخارج». «مصر لن تركع.. وستعبر بشبابها من خلال مواردها مهما كانت الصعاب». هذا بعض ما جاء فى كلام الدكتور كمال الجنزورى رئيس مجلس الوزراء أثناء إلقائه بيان الحكومة أمام مجلس الشعب. وهذا فى رأيى أخطر ما جاء فى بيانه، إضافة إلى حديثه عن العجز الكلى فى الموازنة الذى بلغ 73 مليار جنيه. لو صدقنا كلام الدكتور الجنزورى -وأنا من المصدقين له- فهذا يعنى أن هناك مؤامرة من دول عربية شقيقة ودول أجنبية صديقة ضد الاقتصاد المصرى وضد الثورة المصرية لإجهاضها قبل أن تنجح وتحقق أهدافها من أجل عودة مصر القوية الفاعلة فى محيطها الإقليمى والدولى، وهو بالتأكيد ما يزعج ويرعب دولا عربية فى المنطقة التى ترى أن نجاح ثورة مصر هو تهديد لعروشها ونظمها الحاكمة، وتتخاذل وتتباطأ فى مساعدة مصر ودعم اقتصادها بزعم التعاطف مع الرئيس المخلوع وإظهار الوفاء له على مواقفه مع تلك الدول. مواقف بعض أنظمة الدول العربية خاصة عدد من الدول الخليجية يثير الشك فى أفعالها وسلوكها تجاه الثورة المصرية ولا يمكن تفسيره إلا بمنطق المؤامرة والخوف من تأثيرات وتداعيات الثورة فى المطالبة بالحرية والديمقراطية الحقيقية. على هذه الدول أن تعى أن مصر لن تركع وأن عجلة الزمن لن تعود للخلف والثورة مستمرة، وسوف تنجح، وعليها أن تراجع مواقفها لأن الشعوب لا تنسى.. أبدا. آخر الكلام محافظ الجيزة وعد بعد توقيعه عقدا مع إحدى الشركات العالمية فى مجال جمع القمامة بنحو 500 مليون جنيه، بمحافظة نظيفة تماما بعد شهرين.. وبالفعل تحقق الوعد وزادت أكوام ومقالب القمامة فى شوارع المحافظة!! جاء فى المثل: صاحب السبع ولو أكلك، ولا تصاحب النذل ولو حملك! وقال الشاعر: لن تُرضى النذلَ إلا حين تُسخطه... وليس يسخط إلا حين ترضيهِ ولا يسوؤك إلا حين تُكرمهُ... ولا يسرك إلا حين تُقصيهِ!
