يتصور البعض من كبار السن "العواجيز" أن الخبرة هى بمقدار العمر الذى يعيشه الإنسان، ولكنه الوهم الذى يجعل الإنسان يتفاخر بسنوات عمره الضائع، ويسميها خبرات السنين، الذى من المعقول والمنطقى أن الخبرة هى مقدار التجارب التى يمر بها الإنسان فى حياته، فالخبرة نسبية متغيرة بين الأجيال، قد نرى من هو فى عمر الشباب وقد مر بخبرات لم يمر بها أو بربعها من هو فى عمر أجداده والعكس أيضاً صحيح، وهنا تكمن المشكلة، وتتبلور حقيقتها فى عدم وجود ثقافة الاعتراف بالأجيال، وهذا ما فعله جيل العواجيز مع جيل الشباب فى ظل تآكل دور جيل الوسط، وهذا كان سبباً رئيسيًا لانتفاضة الشباب لأنهم جعلوا جيل الشباب معزولا نهائياً لا يجد من يعترف بقدراته وقد أثبتت الأيام والتاريخ الشاهد أنه خير آمين على هذا الوطن وأنه فعل ما عجز عن فعله وجَبُن أجيال وأجيال وهذا ليس إنكاراً لجيل الوسط امتداداً لجيل العواجيز، ولكن هناك فلسفة وضعها الله لعمر الإنسان، وهى أن جيل الوسط حلقة الوصل بين جيل الشباب وجيل العواجيز، وأن تواصل الأجيال الثلاثة شبكة اجتماعية أساسية لبناء ونهضة أى مجتمع قويم، لا أن يختفى جيل الوسط ويتآكل دوره، ويتكبر جيل العواجيز ويناطح السحاب بأنفه على جيل الشباب، ولا أن يلهو جيل الشباب مع سقطات العالم اللاهى، فاعترفوا بجيل الشباب وأعيدوا المنظومة لطبيعتها، وألا لن يكون هناك بديل عن ثورة الاعتراف، عزيزى العجوز.. نقطة ومن أول السلم.. حتى لا تسقط أنت ووهم خبراتك إلى مزبلة التاريخ بلا رجعة..