عقدت الجمعية العربية لرعاية ودراسة امراض المناعة والروماتزم فى إطار الأسبوع العربى للتعليم الطبى المستمر مؤتمرا حول الأمراض النادرة لدوالى المرىء، حيث عرض الأطباء بعض الحالات النادرة المصابة بالمرض، كما تناول المؤتمر متابعة لأحدث طرق العلاج. وقد قدم الدكتور مدحت الشافعى أستاذ المناعة بجامعة عين شمس ورئيس الجمعية حالة مرضية لمريض من نيجريا قدم للقاهرة للعلاج، حيث كان يعانى من أعراض عديدة منها تمدد بأوردة الرقبة وانسداد الوريد العلوى وتورم شديد بالذراعين وزرقة واضحة فى الشفتين والعينين واللسان، وبعد الفحص ثبت أنهس يعانى من تقرحات بالفم مرتجعه ومؤلمة وبدأ علاج الحالة باستخدام مضادات التجلط لعلاج الجلطة التى أغلقت الوريد الأجوف العلوى مع مدرات البول والكوليشيسين لعلاج تقرحات الفم، وعلى مدى أيام من متابعة الحالة حدثت مفاجأة، حيث تعرض المريض لحالة من القيئ الدموى الشديد، مما استوجب عمل منظار علوى الجهاز الهضمى (upper Endoscopy)، مما أوضح وجود دوالى بالمرئ ولكن المفاجأة أن الدوالى كانت بالجزء العلوى من المرئ لاتجاه الدم إلى أسفل. وأشار إلى أن المعهود لدى أطباء الجهاز الهضمى أن يجدوا الدوالى فى الثلث الأسفل للمرىء، وكون الحالة دوالى بالمرئ كان لابد من استبعاد تليف بالكبد وتضخم بالطحال وانسداد الوريد البابى الأمر الذى استبعدته أشعة الموجات فوت الصوتية على البطن مع عمل دوبلكس على الأوردة البابية لاتجاه الدم إلى الأعلى. وتفسير وجود الدوالى فى أعلى المرىء هو أنه عند انسدادالوريد الأجوف العلوى يصعب وصول الدم الى القلب، ولكى يصل الدم إلى الأذين الأيمن للقلب يتم ذلك عن طريق وريد الأزيجوز (Azygos system) الذى يتمدد ليصل الدم إلى أوردة بجدار الصدر وحول المرئ، الأمر الذى يحدث دوالى بالمرىء أو أن يصل الدم إلى الدورة البابية بالكبد ومنها إلى الوريد الأحوف السفلى من اوردة الكبد للأذين الأيمن للقلب. وأكد أن تلك الحالة تظهر أنه عند وجود دوالى بالنصف العلوى بالمرىء أو الثلثين العلويين يجب توقع وجود انسداد بالوريد الأجوف العلوى، وليس احتمالا أن يكون مصدرها ارتفاع ضغط الوريد البابى للكبد ( (Portal HTN والعلاج الأمثل لمثل هذه الحالة من دوالى المرىء هو عمل ربط الدولى(Band ligation) وليس الحقن باستخدام الهستو أكريل)، المستعمل دائما فى إيقاف نزيف الدولى، وذلك لتجنب وصول هذه المادة إلى شرايين الرئة محدثة جلطة بالرئة.
