أجمع المشاركون في المؤتمر الأوروبي الدولي لأمراض الجهاز الهضمي الذي انعقد مؤخرا بإيطاليا علي أن ربط دوالي المريء كبيرة الحجم قبل حدوث النزيف هو الأسلوب الأمثل لمنع حدوث النزيف لأول مرة. وأوضح الدكتور جمال شيحة أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بطب المنصورة وعضو اللجنة المنظمة للمؤتمر الأوروبي الدولي التوافقي حول كل ما يخص القيء الدموي الناتج عن ارتفاع ضغط الوريد البابي أن بعض الأبحاث الحديثة أشارت إلي إمكانية استخدام مركب بروبرالولول مع ربط الدوالي, رغم عدم وجود أدلة علمية كافية تؤكد ضرورة ذلك, كما تم الاتفاق من خلال المؤتمر علي إمكانية اتباع أسلوب المنع الوقائي للنزيف من المنبع قبل اللجوء لأساليب الوقاية الأولية باستخدام العقار المذكور أو بعض الأدوية الحديثة التي يجري تجربتها الآن في بعض الدول من بينها مصر لمنع تطور حالة تليف الكبد, كذلك اتفق الخبراء علي أن ربط الدوالي أو حقنها بالمنظار بجانب استخدام مشتقات مركبات سوماتوستاتين أو تبريسين هو أفضل أسلوب لعلاج النزيف الحاد للدوالي. ولمنع تكرار حدوث النزيف, اتفق الخبراء علي أن ربط الدوالي مع استخدام مركب بروبرالولول هو أفضل وسيلة لمنع تكرار النزيف, ويجري حاليا تجربة بعض العقاقير الأخري في الحالات التي لا تسمح حالة المريض باستخدام العقار المذكور فيها مثل السكر وحساسية الصدر. أما بالنسبة لدوالي المعدة, فقد اتفق الخبراء المشاركون في المؤتمر علي أن العلاج الأمثل هو حقنها بمادة هستوإكريل التي تختلف عن المواد الأخري المستخدمة في حقن الدوالي, كما يمكن في بعض الحالات ربط دوالي المعدة, وهذا من واقع نتائج أبحاث جامعة المنصورة التي أجريت تحت إشراف الدكتور شيحة ونشرت بمجلة المناظير الأمريكية في عام.1999 وتعد جامعة المنصورة بذلك رائدة العالم في هذا الأسلوب عالميا ثم تلاها عدد من الأبحاث في بعض دول العالم, وهناك أبحاث علي أدوية جديدة لمنع أو إبطاء حدوث تليف الكبد وبالتالي منع تكون الدوالي, تجري في عدد من المراكز البحثية بدول العالم من بينها جامعة المنصورة بمصر, وأخيرا يؤكد الدكتور شيحة أن منع حدوث الدوالي أصلا هو أفضل أسلوب لعلاج نزيف دوالي المريء, وهو ما يمكن أن يتم بالوقاية من فيروسي الكبد بي وسي لمنع الإصابات الجديدة والعلاج المبكر للمرضي. وفي الوقت نفسه, أكدت نتائج البحوث والدراسات التي أجريت بالعديد من المستشفيات المصرية أن دوالي المريء والمعدة تمثل أحد أخطر عواقب ارتفاع الضغط في الدورة البابية, وأنها تحدث في شكل انتفاخات بالأوردة الموجودة تحت الغشاء المخاطي المبطن للمريء والمعدة بالجزء السفلي منهما, وتتصل الدوالي ببعضها كما يقول الدكتور رضا الوكيل أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بطب عين شمس بأفرع جانبية تستمد دمها من الشبكة الداخلية العميقة المحيطة بالوريد والمعدة, ويتم الاتصال بين الأوعية الدموية العميقة والسطحية عن طريق أوعية عرضية تسمي الأوعية المخترقة, وهي عادة ما توجد في مستوي أعلي من فتحة الفؤاد, مما يجعل العلاج يتركز علي غلق الأوعية المخترقة المغذية للشبكة السطحية, أما في الأحوال العادية فتكون في شكل وصلات بين الدورة البابية الكبدية والدورة الدموية العامة, ولا تتضخم إلا عندما يتجاوز مستوي الضغط10 ملليمترات, ويحدث النزيف إذا تجاوز الضغط12 ملليمتر زئبق. وعادة ما يرتفع الضغط البابي نتيجة لتليف الكبد, أو انسداد الأوعية الدموية الدقيقة خارجه أو أي أسباب أخري تؤدي لإعاقة سريان الدم من الكبد للقلب, مما يؤدي لاحتقان الكبد واحتجاز الدم في الدورة البابية الكبدية, وقد يحدث ارتفاع الضغط البابي لأسباب أخري مثل تجلط الدم بالوريد البابي أو وريد الطحال, أو انسداد الأوردة الكبدية أو اختلال عوامل التجلط, وقد يؤدي التليف الناتج عن تشحم الكبد لارتفاع ضغط الدورة البابية, وحدوث الدوالي القابلة للإنفجار. يذكر أن دوالي المريء تتكون في75% من حالات ارتفاع الضغط البابي, وتتكون بالمعدة في معظم الحالات الأخري, في حين تتكون في نسبة ضئيلة بباقي أجزاء الجهاز الهضمي كالإثني عشر والمستقيم حول فتحة الشرج, ويتم تشخيص دوالي المريء والمعدة بالمنظار الضوئي, كما يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية, لكنها لاتوفر سوي مجرد قرائن علي تمدد الأوعية الدموية المتعرجة والتي تختلف أحجامها تبعا لشدة المرض.