سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القنبلة المجهولة تختبر كفاءة أمن مطار القاهرة.. شكوك حول تورط بقايا كتائب القذافى..وقرار بتفتيش طائرات الدول المضطربة أمنياً..وجهة سيادية تشرف على التحقيق فى الحادث..ومدير الأمن: كفاءتنا صدمت المنفذين
فى واقعة هى الأولى من نوعها تعرضت سلطات أمن مطار القاهرة الدولى لاختبار جدى، عندما فوجئ الجميع بوجود قنبلة داخل الطائرة الليبية القادمة من طرابلس، صباح أول أمس، الأربعاء الماضى، بالتزامن مع احتفالات ذكرى ثورة 25 يناير. النيابة ورغم اعترافات طاقم الطائرة التى أدانت أفراده أمرت بالإفراج عنه بالكامل، ليقلع صباح اليوم، الجمعة، عائدا إلى ليبيا، حيث أفادت اعترافات أفراد الطاقم بأن الشبهة الجنائية انحصرت فى فردى من طاقم الطائرة الليبية، بعدما كشفت التحقيقات الأولية عن اعترافات لأحد مضيفى الطائرة قال فيها إنه دخل دورة مياه الطائرة قبل اكتشاف القنبلة داخلها بدقيقة واحدة وفتح صندوق المناديل الورقية الذى عُثر بداخله على القنبلة، ولم يكن بها شىء، وبعد خروجه بدقيقة واحدة داخل رجل الأمن الليبى المرافق للطائرة، وأعلن عن عثوره على القنبلة داخل نفس صندوق المناديل الورقية، مما يعنى أن واضع القنبلة أحدهما، خاصة بعدما اتضح أن رجل أمن الطائرة المذكور يتبع إحدى الجهات السيادية داخل ليبيا. "قنبلة بهذا الشكل، ومن هذا النوع، فى هذا المكان دليل قاطع على أنها رسالة أكثر منها تهديدا"، هكذا قال خبير أمنى فى حديثه ل"اليوم السابع"، مضيفا أن القنبلة اتضح بعد إبطال مفعولها وفحصها تبين كونها قنبلة غاز، وليست قنبلة تفجيرية، وتم وضعها داخل علبة مناديل دورة مياه الطائرة، ذلك المكان الذى يتردد عليه كثير من الركاب، إضافة إلى طاقم ضيافة الطائرة لتنظيفه، وإعادة تجهيزه كل رحلة، مما يعنى أن اكتشاف القنبلة سهلا، يعنى أن من وضعها لم يقصد بها الإيذاء أو التهديد، وإنما تعمد إرسال رسالة معينة، أو إحراج السلطات المصرية أمام نظيرتها الليبية، معتمدا على أن الطائرة ستعود إلى طرابلس بعد ساعة ونصف فقط من وصولها إلى القاهرة حسب جدول طيرانها الطبيعى، مما سيظهر أن مصر تعمدت إرسال قنبلة داخل طائرة ليبية إلى مطار ليبى، مما يهدد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وأضاف مصدر أمنى بمطار القاهرة الدولى أن القضية يشرف على التحقيق فيها جهة سيادية، بجانب جهاز الأمن الوطنى باعتبارها شأنا دوليا، والمسئول عنها عناصر خارجية حاولت المساس بأمن البلاد، والإضرار المتعمد بمصالحه وعلاقاته الدبلوماسية بدولة شقيقة، مشيرا إلى أنه وبعد التعامل مع القنبلة وإبطال مفعولها بمعرفة خبير المفرقعات طارق رماح، وتحت إشراف لفيف من القيادات الأمنية على رأسها اللواء محمد أنور، مساعد وزير الداخلية للمنافذ، واللواء صلاح زيادة مدير أمن المطار، واللواء علاء سعد مدير إدارة تأمين الركاب، والعميد أشرف إبراهيم مدير جهاز الأمن الوطنى بالمطار، تحول مسرح الحادث إلى مجموعة من الأدلة الجنائية التى تولى رجال المباحث التعامل معها والتحفظ عليها لاستخدامها فى تحقيقاتهم حول الحادث. وعلم "اليوم السابع" أن سلطات أمن مطار القاهرة اتخذت قرارا بتفتيش عدد من طائرات الدول مفتقدة الأمن الداخلى أو على أقل تقدير التى تعانى من توترات أمنية مثل "سوريا، وليبيا، واليمن، والسودان"، خاصة أنها تفتقد الأمن المطلوب لتأمين طائراتها، نظرا لاندلاع أعمال عنف شديدة الوطأة داخل بلادها حاليا، وخير دليل على ذلك تعثر سلطات أمن مطار ليبيا فى الكشف عن القنبلة المذكورة قبل إقلاع طائراتها متجهة إلى مصر، ومن المنتظر أن يتلقى وزير الطيران المهندس حسين مسعود مذكرة مشابهة هو الآخر للمشاركة فى اتخاذ القرار الذى سيدعم قدرات سلطات أمن مطار القاهرة الدولى فى تأمين نافذة مصر الأولى على العالم، والحفاظ على سمعته الدولية التى اشتهر بها بين مطارات العالم، بعدما تلقى مؤخرا رسالتين من السفارة الفرنسية، والأمريكية، أشادتا بحجم المجهود المبذول من جانب سلطات أمن مطار القاهرة، معتبرين إياه حائط الصد الأول عن الدول الأوروبية. عودة إلى تفاصيل الجريمة الدولية المنظمة كما وصفها بعض خبراء الأمن، نجد أنها كُشفت بمعرفة مضيفة الطائرة الليبية نفسها، عندما دخلت إلى دورة المياه لإعادة تجهيزها استعدادا لرحلة العودة إلى طرابلس، لتفاجأ بوجود جسم غريب داخل علبة المناديل الورقية، وبإبلاغ قائد الطائرة أمر بإخلاء الطائرة على الفور من نحو 50 راكبا من جنسيات مختلفة كانوا قد صعدوا إلى الطائرة بالفعل استعدادا للرحيل. وفور علم برج المراقبة بما حدث تسابقت سلطات أمن المطار برئاسة اللواء صلاح زيادة مدير الأمن إلى الطائرة، كما التفت قوات الدفاع المدنى، وسيارات الإطفاء، والإسعاف، والأطباء إلى موقع الطائرة بعد سحبها إلى مهبط الطوارئ والمخصص لتلك الحالات النادرة، واستدعاء خبير مفرقعات المطار، وتدعيمه بخبير وعربة مفرقعات كاملة من وزارة الداخلية، للكشف على الطائرة والتعرف على نوعية القنبلة، بعدما أكدت الكلاب البوليسية المدربة على كونها قنبلة. يشار إلى أن مدير أمن المطار تلقى اتصالا من وزير الداخلية فور انتهاء عملية التعامل مع القنبلة بنجاح هنأه فيها على مجهوده، وكفاءة رجاله من ضباط مطار القاهرة، تحديدا خبير المفرقعات الذى تعامل مع القنبلة بشكل مباشر مبطلا مفعولها فى دقائق بعدما تم الاستعانة بالإنسان الآلى المخصص المستخدم فى إخراج القنبلة من الطائرة وحملها عدة أمتار بعيدا عن جسم الطائرة للحفاظ عليها فى حالة انفجار القنبلة. جدير بالذكر أن مطار القاهرة الدولى يتصدى لمحاولات اختراق أمنى متعددة مثل تهريب السلاح، وضبط عناصر أجنبى تحاول دخول البلاد بجوازات سفر مزورة كان أخطرها 15 أفغانيا يحملون جنسيات بريطانية وجوازات سفر مزورة ضبطتها إدارة جوازات مطار القاهرة برئاسة اللواء مجدى السمان، بجانب 3 أفغان تمكنوا من دخول البلاد فعليا بجوازات سفر مزورة عن طريق مطار برج العرب، والتجول داخل البلاد مدة 3 أسابيع، بعدها ألقت سلطات مطار القاهرة القبض عليهم حين حاولوا الخروج من البلاد عن طريقه. هذا بجانب كمية المخدرات التى تتنوع بين الحشيش وأقراص الترامادول، والبانجو، ونبات الماريجوانا المخدر، وعمليات تهريب الأموال التى كان آخرها ضبط نصف مليون جنيه بحوزة راكب مصرى حاول السفر بها إلى تركيا لتسليمها إلى تجار عمله هناك، ثم تهريب الألماظ والذهب بعدما ضبطت سلطات المطار كمية ألماظ تساوى 3 ملايين جنيه بحوزة راكب هندى، حاول دخول البلاد بهم لبيعهم بأسعار فلكية، وغيرها من عمليات التهريب التى تدل فى مضمونها على وجود عناصر تريد بالبلاد سوءا، فى حين تدل عمليات ضبط تلك العمليات على نشاط عناصرنا الأمنية، وكفاءتهم الشديدة.