تشهد الجامعة العربية حالة من الارتباك الشديد، بعد أن أعلنت دول مجلس التعاون الخليجى بشكل رسمى صباح اليوم، سحب مراقبيها من بعثة المراقبين العرب فى سوريا تجاوبا مع الدعوة التى أطلقتها السعودية خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية منذ يومين، وهو الأمر الذى استدعى الأمين العام للجامعة العربية للدعوة بشكل فورى إلى اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين. وقال مصدر مسئول بالجامعة العربية إن الأمر استدعى الاجتماع بشكل فورى لبحث الأزمة التى تتجه إلى التفاقم، بعد هذا الإعلان المنفرد من جانب دول الخليج، خاصة أن هذا الموقف يأتى بالتناقض مع القرار الصادر عن اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب أول أمس، والذى أكد فى فقرته الثالثة عشرة على التزام الدول العربية بدعم البعثة ماليا وسياسيا وزيادة عددها. ويضع هذا السحب البعثة فى أزمة قوية، حيث إن أغلب تمويلها يأتى من جانب دول الخليج العربى، فضلا عن أن سحب مراقبى 6 دول سيؤثر على عددها فى الوقت الذى تبحث الجامعة زيادة عددها إلى 300 مراقب. وأعلن مجلس التعاون الخليجى صباح اليوم فى بيان رسمى بالتجاوب مع قرار السعودية بسحب مراقبيها من بعثة الجامعة العربية إلى سوريا بعد "تأكدها من استمرار نزيف الدم وقتل الأبرياء". وأفاد البيان للأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجى أن دول المجلس قررت "التجاوب" مع قرار السعودية، بسحب مراقبيها من بعثة الجامعة العربية إلى سوريا"، مع التزامها بكل قرارات مجلس الجامعة حفاظا على وحدة الصف العربى رغم قناعة دول المجلس بضرورة أن يكون القرار الأخير، أكثر قوة وأن يكون عاملا للضغط على النظام السورى كى يوقف القتل". وسيقوم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى ظهر اليوم بالاجتماع قبل مجلس الجامعة بسفراء دول مجلس التعاون الخليجى فى القاهرة لإطلاعهم على الخطة العربية التى صدرت عن مجلس الجامعة، والتى تدعو إلى تكوين حكومة وحدة وطنية وبدء حوار وطنى والتجهيز لانتخابات برلمانية ورئاسية.