قالت مجلة "تايم" الأمريكية، إن ليبيا تشهد الآن حرباً من جانب الأصوليين ضد الإسلام المعتدل، وأشارت الصحيفة إلى أن الليبيين فى جميع أنحاء البلاد يكتشفون أن المعركة الشرسة التى خاضوها من أجل نيل حرياتهم تواجه مخاطر، فالسلفيون المتشددون منعوا بيع الكحوليات، وقاموا بهدم مقابر الأولياء التى يتخذها الكثيرون مكاناً للعبادة. وتضرب الصحيفة مثلاً ببلدة زوارة الصغيرة، الواقعة بالقرب من الحدود التونسية، والتى يعيش بها طائفة من المسلمين تواجه احتقاراً من السلفيين، حيث تتحول هذه المدينة إلى ساحة معركة للرؤى المتضاربة لمستقبل ليبيا. وتنقل الصحيفة عن أحد باعة الخمور فى المدينة قوله، إنه كان يحقق عائدات مربحة فى السابق، لكن عندما جاء السلفيون إلى المدينة علم أن أيامه أصبحت معدودة، حيث جاءوا إليه وأخبروه أن هذه قرية مسلمة محرم فيه الخمر، ولأنه لم يرد أى مشكلات معهم فقد توقف عن بيع الكحول، لكنه يقول إن السلفيين لم يرضوا بذلك وقاموا بتدمير محله. وقام أعضاء الحركة السلفية، الذين تتراوح أعدادهم ما بين 200 إلى 400، بهدم مقابر أتباع الطائفة العبادية التى طالما اعتبرهم السنة زنادقة. وتشير المجلة الأمريكية إلى أن سقوط القذافى قوَّى من شوكة السلفيين الذين تمت محاكمتهم وسجنهم فى عهد الرئيس الراحل، فقد تزايد وجودهم العلنى، وسيطروا بعد ذلك على المساجد، ورفعوا علم القاعدة على مبنى المحكمة فى بنى غازى التى بدأت منها الثورة قبل 11 شهراً.