عرض مساء أمس، الثلاثاء، فى إطار فعاليات مسابقة المهرة للأفلام الروائية الطويلة بمهرجان دبى السينمائى الدولى، الفيلم الجزائرى "مصطفى بن بولعيد" والذى يروى قصة حياة أحد المناضلين الجزائريين الذى قام مع زملائه من الثوار بتشكيل جبهة التحرير الوطنية فى عام 1954 لمقاومة الاحتلال الفرنسى للجزائر. وسبق عرض الفيلم تقديم فريق العمل الممثل "حسان أشاش" الذى جسد دور مصطفى بن بولعيد، وصادق باخوش منتج الفيلم الذى قام بكتابة النص أيضا، حيث أكد أن هذا الفيلم تم تقديمه بناء على رغبة الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة، والذى رغب ومعه فريق العمل فى الاحتفاء بهذا المناضل الذى ينتمى لمنطقة الأوراس بالجزائر، وأربك الكثير من المخططات العسكرية الفرنسية. ويبدو أن هناك إمكانيات مادية هائلة رصدت من قبل الدولة لتنفيذ هذا الفيلم، حيث وضح ذلك فى حجم القوات العسكرية التى استخدمت فى الفيلم، وتصميم الأزياء والإكسسوارات المعبرة عن الفترة التاريخية التى يدور خلالها الفيلم، وهو ما أفضى ثراءً فنيا على الصورة السينمائية، وظهرت فى شكل شديد الثراء، لتتناسب مع طبيعة الفيلم الملحمية، والذى طالت مدته السينمائية 3 ساعات. ورغم كل هذه الإمكانيات إلا أن الفيلم لم يخلو من الأخطاء التى عادة ما ترتبط بهذه النوعية من الأفلام، حيث ظهر البطل فى صورة أقرب إلى الملائكية، حيث لم يخطئ البطل طوال أحداث الفيلم، وكان شديد الديمقراطية مع أقرانه، كما ظهرت أخطاء الراكورات الواضحة والتى غابت عن مخرج بحجم أحمد رشدى. ولا نعرف لماذا استخدم المخرج تقنية تصوير الفيديو فى تصوير بعض مشاهد الفيلم، وللأسف أنها لا تتناسب مع المرحلة التاريخية للفيلم.. ويبقى التأكيد على أن هذه النوعية من الأفلام على الأقل تحفظ جزءا من التاريخ لطبيعة مرحلة تاريخية هامة ومؤثرة. يذكر أن السفير الجزائرى فى الإمارات حضر لرؤية الفيلم، مع بعض أعضاء السفارة هناك.