يوضح الدكتور ماجد عبد العال، أستاذ التغذية والغدد الصماء، أن هناك العديد الأسباب التى تؤدى إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم فى المصابين بالسمنة منها: ارتفاع معدل هرمون الانسولين بالدم خصوصا فى السمنة التى تتميز بتراكم الشحوم فى منطقة البطن، وكذلك السمنة التى تظهر فى البالغين وتكون مصحوبة بتضخم الخلية الدهنية وهذة الزيادة فى الأنسولين تساعد على إعادة امتصاص الصوديوم بواسطة الكلى وتخزينه بالجسم، مما يؤدى إلى ارتفاع الضغط كما يعمل الأنسولين على زيادة الدهون مما يسبب تصلب الشرايين على المدى البعيد. وزيادة نشاط الجهاز العصبى السمبثاوى نتيجة لزيادة هرمون الأنسولين ونتيجة للإفراط فى الطعام خصوصا السكريات والدهون، حيث يقوم هذا الجهاز بإفراز هرمون النورأدرنالين الذى يزيد من انقباض الشرايين، ويعمل على زيادة ضربات القلب وزيادة تخزين الصوديوم بواسطة الكلى، وكل ذلك يؤدى فى النهاية إلى ارتفاع ضغط الدم. ويضيف أن هرمون الكورتيزون والالدوسترون يلعبان دورا مهما أيضا فى ارتفاع ضغط الدم فى المصابين بالسمنة، حيث لوحظ زيادة هذين الهرمونين والمعروف أنهما يؤديان إلى زيادة عنصر الصوديوم بالدم، وبالتالى يرفعان ضغط الدم. كما أن هناك عوامل أخرى تساعد على ارتفاع ضغط الدم مثل حجم الدم وتضخم عضلة القلب وكلاهما من الظواهر التى تصاحب السمنة. وحول العلاج يقول إنه يجب أن نبدأ أولا باتباع نظام غذائى لإنقاص الوزن والاهتمام بالتمرينات البدنية الخفيفة التى لا تتعارض مع ارتفاع ضغط الدم، حيث إن هذه التمرينات الرياضية تساعد على زيادة حساسية أنسجة الجسم واستجابتها للأنسولين، وبذلك ينخفض معدل الجلوكوز والدهون بالدم، حيث أثبتت البحوث المختلفة أن هذه التمرينات تساعد على انخفاض الضغط حتى إذا لم يحدث انخفاض فى وزن الجسم. وهذا يمكن الاستعانة ببعض الادوية التى يصفها الطبيب المعالج فى حالة الارتفاع الكبير فى الضغط، إلا أن هناك بعض الأدوية التى لا نحبذ استعمالها لفترات طويلة مثل مدرات البول الذى يزيد من الشهية للأكل، ويعمل على زيادة الوزن وعموما يتعين الالتزام بتعليمات الطبيب وعدم اللجوء لاستخدام أى أدوية أو علاجات إلا بعد استشارته.
