أكد الدكتور محمد الغبارى، أستاذ أمراض الجهاز الهضمى والمناظير بكلية طب قصر العينى، ل "اليوم السابع" على الأهمية الكبيرة للمنظار السونارى الذى يعد أحدث أنواع المناظير فى العالم، والذى لا يوجد بمصر سوى جهازين اثنين فقط منه وطبيب واحد بمصر يعرف كيفية استخدام المنظار السونارى، لافتا إلى عدم معرفه العديد من أطباء الجهاز الهضمى بمصر بأهمية ودقة التشخيص الذى يقوم به هذا الجهاز الاستكشافى التشخيصى والعلاجى، كما لفت إلى وجود مائة مركز يستخدم المنظار السونارى بدولة الهند. جاء ذلك خلال المؤتمر الذى اختتم نهاية الأسبوع الماضى بالهند على مدى ثلاثة أيام والذى جاء بعنوان "مناظير القنوات المرارية وأحدثها المنظار السونارى"، والذى ناقش الجديد فى أسلوب وطريقة العلاج لأمراض الجهاز الهضمى باستخدام المناظير خاصة المنظار السونارى. أوضح الغبارى أن الساحة الطبية شهدت مؤخرا طفرة كبيرة فى عالم المناظير، والتى كان أحدثها المنظار السونارى، والذى يمكن من خلاله تشخيص أمراض القنوات المرارية والبنكرياس (حوالى نصف سم أو أقل) بدقة عالية جدا، كما يقوم بتشخيص التهابات وأورام البنكرياس والمرىء والمعدة، هذا بالإضافه إلى إمكانية أخذ العينات. كما يتميز المنظار السونارى بتشخيص أورام الجهاز الهضمى والوصول بدقة إلى الغدد الليمفاوية المصابة بالورم ومعرفة نسبة انتشار الورم من عدمه، والتى لا تظهر بالأشعة المقطعية ولا أشعه الرنين المغناطيسى إذا كانت صغيرة الحجم، مما يؤدى إلى تشخيص خاطئ، وبالتالى زيادة وانتشار الورم. لفت الغبارى إلى أن التشخيص الدقيق الذى يتضح من البداية من خلال المنظار السونارى يوفر على المريض التعرض للعلاج الإشعاعى (الذى يؤثر على الجسم كله وليس موضع المرض فقط) ويبدأ على الفور بالعلاج الكيماوى، والذى يحسن من الإصابة المنتشرة بالغدد الليمفاوية والتى يمكن أخذ عينة منها بالمنظار لمعرفة انتشار الورم بالجهاز الهضمى، مشيرا إلى أن المسح الذرى لا يظهر خلاله انتشار الورم بالغدد الليمفاوية فى بداية الإصابة. أوضح الغبارى أن الطريقة التى يتم من خلالها علاج أورام البنكرياس هى استخدام الحقن الموضعى الإشعاعى، حيث يتم حقن بكتريا حديثة التجارب مع جينات مضادة للأورام، بالإضافة إلى مواد مشعه بموضع الورم والتى لا يظهر أى مظاهر إشعاعية على الجسم من جراء إضافتها مما يقلل نسبة ومساحة الاصابه بالورم، والتى لا تأتى بنتيجة إذا تم علاجها بالعلاج الكيماوى. كما كشف عن أهميه أخرى للمنظار السونارى بالوصول إلى الخراريج التى تظهر بجوار الجهاز الهضمى والتى يصعب الوصول إليها بالأشعة المقطعية، كما يستطيع القيام بعلاج مثل هذه الخراريج. الجدير بالذكر أن الدكتور محمد الغبارى قام بهذه الزيارة العلمية إلى الهند لحضور المؤتمر الطبى نظرا لعدم موافقة كلية طب قصر العينى جامعه القاهرة بإرسال أحد الأساتذة لمتابعة هذا المؤتمر الهام والتعرف على أحدث ما وصلت إليه التقنيات الحديثة فى عالم مناظير الجهاز الهضمى، والتى توفر الكثير من العلاجات التى يتحملها المريض دون داع لها، لكنها لعدم توفر أحدث الأجهزة الطبية التى تؤدى إلى التشخيص الدقيق للمرض.