سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكثر من 30 خيمة وسط الميدان.. واشتباكات متجددة بين المتظاهرين والمارة الرافضين فكرة الاعتصام.. واللجان الشعبية بالمجمع العلمى تنجح فى إنقاذ 1000 كتاب دون أضرار
تحت شعار "موظفون معتصمون مرابطون صامدون" استمر العشرات من معتصمى ميدان التحرير فى اعتصامهم المفتوح، بالساحة وسط الميدان، فى حوالى 30 خيمة، من بينها خيمة صغيرة مكتوب عليها المستشفى الميدانى ومرسوم عليها الهلال الأحمر، كانت خالية تمامًا من الأدوية والمعدات الطبية. كما وجدت خيمة لمصابى الثورة معلق عليها عدة لافتات حملت شعارات "ثوار ومصابى الثورة: الاستقرار مش فتح الطريق ولا الميدان.. اللى عاوز استقرار ينادى معانا بالقصاص والعدالة" و"لا للمحاكمات العسكرية.. أفرجوا عن الثوار.. أين القضاة الشرفاء"، ولافتة أخرى تطالب بتنحى المجلس العسكرى عن السلطة وإدارة أمور البلاد، وإجراء الانتخابات الرئاسية فى موعدها. على الجانب الآخر، حملت إحدى الخيام اسم "فيلا ثائر الحرية"، وقال محسن البادي، صاحب الخيمة، إن سبب التسمية ليس لأنه طامع فى امتلاك فيلا أو قصر، ولكن من الطبيعى أن يوفر المجلس العسكرى أو المسئولون مسكنًا بسيطًا لكل مواطن بما يكفل لهم حياة كريمة بدلاً من الاكتفاء بوصفهم بأنهم مخربون ومتسولون يعطلون العمل وعجلة الإنتاج. وجاءت خيمة ثائر الحرية إلى جوار خيمة أطلق عليها صاحبها اسم "خيمة الإعلاميين والصحفيين الأحرار"، و"خيمة جنود الثورة"، كما خصص المعتصمون خيمة كبيرة للفتيات المعتصمات، فيما اختفت إحدى الخيام الكبيرة بالمثلث، وكانت مخصصة للباعة الجائلين. وفى سياق متصل، لا يخلو المشهد بميدان التحرير من المشادات بين المعتصمين والمارة الرافضين فكرة استمرار الاعتصام، حيث تأتى أغلب المشادات فور تجمع المارة والمعتصمين فى حلقات نقاشية حادة حول ضرورة فض الاعتصام، لينتهى المشهد غالبًا بمشادات كلامية حامية تتطور أحيانًا إلى اشتباكات بالأيدى وتبادل السباب. هذا بالإضافة إلى الانتشار الكبير للباعة الجائلين بجميع أرجاء الميدان ومعظم مداخل ومخارج الميدان، وهو الأمر الذى يكون صورة سيئة لدى المارة وقائدى السيارات حول المعتصمين، وحصرهم فى مجموعة من الباعة الجائلين والبلطجية والعاطلين. وعلى جانب آخر، أغلق المستشفى الميدانى بدار المناسبات فى مسجد عمر مكرم أبوابه منذ أكثر من أسبوع، بعد تعرضه لمحاولات سرقة واعتداء على الأطباء، حيث امتنع الأطباء عن الحضور لعلاج المصابين بعد انخفاض أعدادهم، وانحصار الحالات فى الإصابات الناتجة عن الاشتباكات بين الباعة الجائلين والبلطجية، فيما سادت حالة من الهدوء بشارع محمد محمود، مع استمرار إغلاق المحلات التجارية بعد بناء الجدار العازل وسط الشارع، وهو الأمر الذى يشكل معوقًا وصعوبة بالغة على المواطنين الوافدين لقضاء مصالحهم بمعامل وزارة الصحة ووزارة الداخلية، وجميع المؤسسات والهيئات الحكومية خلف الجدار، خاصة مع وجود جدارين آخرين بشارع قصر العينى وشارع الشيخ ريحان. وفى سياق ذى صلة، يواصل العاملون بشركة المقاولون العرب أعمال ترميم المجمع العلمى التى بدأوها منذ حوالى أسبوعين، كما يستمر العاملون فى إزالة الأنقاض بالمجمع وحملها على عربات، تمهيدًا لنقلها إلى خارج الميدان، وذلك وسط حضور بعض المتطوعين من اللجان الشعبية لإنقاذ المجمع العلمى والقائمين على أعمال إنقاذ الكتب والمخطوطات النادرة التى لم يعثر عليها أثناء مرحلة إزالة الأنقاض الأولى. ومن جانبه قال محمد حمدى، المهندس التنفيذى لمشروع ترميم المجمع العلمى، إن الأعمال الآن تقتصر على رفع الأنقاض من داخل المبنى، بالإضافة إلى قص بعض الأجزاء من الواجهة، والتى تعرضت إلى شروخ وأضرار بالغة مما يصعب إمكانية ترميمها، مؤكدًا على استمرار عملية هدم تلك الأجزاء، على أن يعقبها عملية بناء أجزاء جديدة بدلاً منها، مع الحفاظ على الشق التراثى للمجمع. وأضاف "حمدى" بأن الاختبارات جارية على جميع العينات التى تم سحبها من المواد البنائية للمجمع "طوب، خرسانة، وغيرها من المواد البنائية"، مشيرًا إلى أن نتائج تلك الاختبارات هى التى ستحدد أسلوب العلاج، وكيفية إجراء عمليات الترميم للأجزاء السليمة للمبنى. وأكد أحمد حسن، أحد المتطوعين باللجنة الشعبية لإنقاذ المجمع العلمى، على أنهم عثروا على كمية كبيرة من الكتب النادرة أثناء عملية إزالة الإنقاذ، لافتًا إلى أن اللجنة تساعد على جمع الكتب والمخطوطات وحفظها ثم نقلها إلى دار الكتب والوثائق القومية مباشرة، مضيفًا أنهم عثروا على أكثر من 1000 كتاب سليم دون أضرار، بالإضافة إلى كمية كبيرة من الكتب المحترقة وشبه المحترقة، مناشدًا شباب المتظاهرين ضرورة التطوع والمشاركة فى إنقاذ كتب ومخطوطات المجمع العلمى التى تمثل تراثًا حضاريًا للأمة بأكملها.