سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المولوتوف يقهر الرصاص فى حرب الشوارع بين المتظاهرين والشرطة العسكرية.. حيل جديدة للمعتصمين للهروب من الموت فى معارك الكرّ والفرّ.. والجيش يتدخل باستخدام خراطيم المياه
دفعت الاشتباكات الليلية بين المتظاهرين وقوات الأمن، فى شارع قصر العينى، مساء أمس الأول، الكثير من المعتصمين للتفكير فى عدد من الحيل للتغلب على الظلام الدامس الذى اختبأت بداخله قوات الشرطة العسكرية، بعدما قاموا بإطفاء أعمدة الإنارة فوق مناطق تمركز الجنود، ومنذ الثامنة مساءً بدأ المتظاهرون مواجهة زجاجات المولوتوف وطلقات الخرطوش والحجارة التى كانت تلقى عليهم بمحاولات لتحديد موقع الضرب أولاً قبل الشروع فى الرد عليه. استدعت ذاكرة المتظاهرين أحداث شارع محمد محمود، التى تكرر فيها المشهد ذاته أمام الشرطة المدنية، ولجأ خلالها المحتجون إلى استخدام الشماريخ وأضواء الليزر لتحديد مواقع تمركز الطرف الآخر فى الظلام، لكنهم أضافوا أول أمس إلى الشماريخ والليزر كشافات إنارة ضخمة "كالمستخدمة أمام المحال التجارية أثناء افتتاحها" ووضعوها فى تقاطع شارعى محمد محمود والشيخ ريحان موجهين ضوئها صوب قوات الأمن. استفزت أضواء الكشاف الجنود والضباط فردوا بإطلاق رصاصات خرطوش على المتظاهرين بكثافة كبيرة وصل مداها إلى شارع محمد محمود على بعد عشرات الأمتار من موقع الاشتباك، ثم تحركوا يمينًا ويسارًا محاولين الهروب من الضوء قبل أن يقوموا بتصويب الحجارة والخرطوش على موقع الكشاف لمحاولة إتلافه. استمرت الاشتباكات بين الطرفين ساعات، كل منهما يلقى الحجارة والمولوتوف على الآخر، إضافة إلى طلقات خرطوش كانت تستخدمها قوات الأمن، وظهر فى الاشتباكات بكثافة كبيرة استخدام النبال التى انتشرت فى أيدى بعض المتظاهرين وكانوا يضعون بداخلها أحجارًا صغيرة للغاية ثم يصوبونها تجاه الجنود من مسافات قريبة. قبل انتصاف الليل بأقل من ساعة، توافد على موقع الاشتباكات شباب اصطفوا فى طابور طويل كل منهم يرتدى خوذة صفراء لتحمى رأسه من الأحجار التى تلقى عليهم من فوق المبانى واضعًا يديه على كتف زميله الواقف أمامه مرددين "ألتراس مش مجرم"، ثم اخترقوا الصفوف وصولاً إلى أقرب نقطة اشتباك بقوات الأمن، وبدأوا فى شحن المتظاهرين بطرقهم المعتادة، كانوا يقذفون الحجارة فى توقيت واحد وصوب أماكن محددة ويلهبون حماس المتظاهرين بإطلاق الشماريخ والألعاب النارية وبطرقٍ أكثر إيذاءً للطرف الآخر، فكانت الألعاب النارية تُقذف على ارتفاع منخفض فوق رأس الجنود فتصل شرارتها إليهم مباشرة. على الطرف الآخر، كانت المياه أقوى أسلحة الجيش تأثيرًا فى المتظاهرين، إذ تمكنوا بها من إخماد النيران التى كان المتظاهرون يشعلونها فى بداية الأمر عبر زجاجات المولوتوف فى المنطقة الفاصلة بين الطرفين حتى يتمكنوا من رؤية الجنود، إضافة إلى توجيهها بكثافة صوب المتظاهرين وإبعادهم أمتارًا قليلة إلى الخلف. وفى الشارع المجاور، شارع الشيخ ريحان، وقف السلك الشائك بين المتظاهرين والجنود حاجزًا دون الاشتباك بينهما، لكن الصورة هنا كانت مختلفة تمامًا، لأن أنوار كشافات الإضاءة كانت تغمر الطرفين، وكل منهما يحاول ألا يشتبك مع الآخر عدا استفزازات متبادلة. جلس أحد الجنود فى الصف الخلفى واضعًا قدمًا فوق الأخرى موجهها صوب المتظاهرين ممسكًا فى يديه سيجارة ينفخ دخانها بطريقة استفزت مشاعر بعض المتظاهرين، وباءت محاولات بعض الشباب لتكوين درع بشرى أمام السلك الشائك لمنع الاشتباكات اللفظية، خاصة أمام انفعال بعض الشباب على الجنود الذين شاهدوهم يقتلون ويسحلون إخوانهم من المتظاهرين، على حد قولهم. وخرجت شحنات الغضب من المتظاهرين فى صورة دعاء مكثف على الجنود بأن ينتقم الله منهم وأن يُعرى ذويهم رداً على تمزيق الجنود ملابس متظاهرات أثناء سحلهن وتعرية أجسادهن، إضافة إلى تساؤلات ساخرة عن رد فعل الجنود حين تم قتل سبعة منهم على الحدود الإسرائيلية، اتبعها حديث عاتب غاضب من بعض الشباب قالوا للجنود، "لما اتقتل منكم ناس على الحدود نزلنا فى مظاهرات وطالبنا المجلس ياخد موقف عشان يحميكم ودلوقتى بتيجوا تضربوا فينا وتموتونا". خلف مواقع الاشتباك وقف شباب يهتفون ضد المجلس العسكرى، ولكن بشعارات بعضها جديد يتناسق مع إيقاع الأحداث مثل "بعد كشوف العذرية عرّوا إخواتنا وقالوا سلمية"، تعليقًا على صور تمزيق الجيش لملابس متظاهرات.