ببطء شديد أخذ يسير الحاج محمد أبو الفضل "73 سنة" متكئا على عصاه، متوجها إلى مقر لجنته بمدرسة البدرشين الثانوية بنات، هامسا بصوته الضعيف "ربنا يولى من يصلح". انتظرته إلى أن أدلى بصوته داخل اللجنة بعد أن أخذ الجميع فى مساعدته فى دخول اللجنة والتصويت، رأيته يبتسم بعد أن أدلى بصوته وكأنه انتظر ذلك اليوم من سنوات بعيدة. الحاج "أبو الفضل" قال ل"اليوم السابع" أنا جيت هنا مش مش عشان خايف من الغرامة ولا يحزنون، كل الموضوع أنى عايز البلد اللى أنا عشت فيها 73 سنة تكون أحسن بلد فى الدنيا لأنها تستاهل أن تكون أحسن بلد، وأضاف بعد أن أخد نفسا عميقا واستراح على كرسى بعيدا عن الزحام: "أول مرة أحس أن صوتى له فايدة لأن القائمة أو المرشح أصبح فى حاجة لكل صوت أنا بقالى 57 سنة بنتخب لكن المرة دى غير كل مرة لأن الحرية موجودة فى الجو اللى بنعيشه". ورفض "أبو الفضل" أن يعرفنا لمن أعطى صوته قائلا: "لا صوتى أمانة وربنا وحده العالم أنا لمن أعطيت صوتى ومينفعش أقول عشان محدش يتأثر بصوتى لو نشرتوه، وختم كلامه قائلا وبصوت ضعيف "يااااه أخيرا الواحد بقى لصوته قيمة فى البلد دى".