دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، أكمل الدين إحسان أوغلى، فى كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للاجتماع التحضيرى للهيئة الدائمة والمستقلة لحقوق الإنسان التابعة للمنظمة فى جدة اليوم، أعضاء الهيئة لأن يثبتوا مصداقيتها فى أقصر وقت ممكن. وأوجز الأمين العام للمنظمة خمس نقاط يتوجب استيعابها فى عمل الهيئة، يتمثل أبرزها فى تكاملها، بحيث لا يمكن مقارنتها بأى من آليات حقوق الإنسان القائمة، أو اعتبارها تكرارا، مشيرا إلى أنها تتبع نهجا يهدف إلى التصويب عوضا عن إصدار الأحكام، مؤكدا أنها يجب أن تبنى القدرات وتوفر الحلول للدول الأعضاء فى مجال حقوق الإنسان. من ناحية ثانية، شدد إحسان أوغلى على أنه لا يمكن توقع أن تقوم الهيئة بأداء مهامها على أكمل وجه بمجرد إنشائها، أو أن تقوم بكل شىء فى الوقت نفسه، لافتا إلى ضرورة تحديد أولوياتها فى أدائها لعملها، ومؤكدا فى الاجتماع الذى اعتبره مفصلا تاريخيا فى عمر المنظمة، ضرورة أن تمر الهيئة فى مرحلة تطور، معربا عن ثقته بأن هيئة حقوق الإنسان سوف تحدث تحولا نمطيا فى دول المنظمة، على نحو يجعل الحقوق والحريات العالمية تمتزج بالقيم الإسلامية، لتشكل نظاما متماسكا وقويا، منوها بأنها سوف تشكل كذلك دعامة هامة لعملية الإصلاح الجارية فى المنظمة. وشدد إحسان أوغلى على أهمية الوقت الذى استغرقه إطلاق الهيئة، والذى يعتبر أقل مما نص عليه برنامج العمل العشرى الذى دعا إلى إنشائها فى قمة مكة الاستثنائية 2005، كما لفت إلى توقيت الإعلان عنها، فى ظل التحولات التى يشهدها العقد الحالى، منوها بأهمية الهيئة مع الأخذ فى الاعتبار تداعيات أحداث سبتمبر 2001، الأمر الذى شكل مصدر قلق عميق للمنظمة، فضلا عن الاتجاه المتصاعد لظاهرة الإسلاموفوبيا بأبعادها المتعددة، وما أفرزته من مفاهيم خاطئة فيما يتعلق بزعم عدم التوافق بين الإسلام وحقوق الإنسان.