اختتمت اليوم فى بروكسل أعمال المؤتمر الأوروبى المتوسطى، والذى يركز على دور وسائل الإعلام فى تحقيق النقلة الكبرى نحو الديمقراطية بدول الشرق الأوسط ، وشارك فى المؤتمر حشد من كبار مسئولى المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبى بلجانه المختلفة ولفيف من خبراء الإعلام فى الاتحاد الأوروبى والدول العربية وبخاصة دول الربيع العربى وفى مقدمتها مصر . وأكدت رودى كراتسا نائب رئيس البرلمان الأوروبى المسئول عن السياسات الإعلامية والاتصال الأورومتوسطى رودى كراتسا فى كلمتها فى ختام المؤتمر، أنه لا يوجد ربيع عربى واحد لكن هناك أشكالا مختلفة من الربيع تهب حسب كل دولة عربية وظروفها وواقعها فلا يوجد بلد يشبه بلدا آخر حتى إذا كان جاره . وأضافت أن الإعلاميين والصحفيين العرب المشاركين أظهروا بجلاء حرصهم على الوصول للمعلومات من أصولها بشأن السياسة الأوروبية، مشيرة إلى أن هناك رغبة فى التكامل والاندماج وليس فقط فى الحصول على المعونة من أجل التنمية، موضحة أنه تم خلال المؤتمر الإشارة للعديد من التحديات المشتركة والتى سوف نستفيد منها فى نقاشاتنا داخل البرلمان الأوروبى. وأكدت نائبة رئيس البرلمان الأوروبى رودى كراتسا وجود حاجة لتوطيد المجتمعات الراغبة فى الانتقال للديمقراطية وقد آن الأوان لتحويل المبادئ الديمقراطية لعمل جاد والاعتماد عليها أساسا للشراكة الجديدة بين الاتحاد الأوروبى ودول جنوب المتوسط . وأوضحت رودى أن البرلمان الأوروبى يعتزم مواصلة المبادرة واقتراح علاقات جديدة مع الصحفيين والشركاء السياسيين من الضفة الأخرى للبحر المتوسط ، وقالت لقد أطلقنا الكرة وطرحنا الأفكار ونحن فى حاجة للتواصل والتفاعل مع الإعلام العربى فاللحظة الآن هى اللحظة المناسبة لأن الشراكة الأورومتوسطية تقوم على التقاسم والحاجة للمعلومات فهذه كفيلة بأنشطتنا وأعمالنا السياسية . وأضافت أن كافة مؤسسات ومرافق الاتحاد الوروبى ستبقى فى خدمة الإعلاميين والصحفيين العرب فى المرحلة القادمة تأكيدا لتلك الرؤية التفاعلية التعاونية القائمة على الشراكة بين الجانبين . وأشارت رودى إلى أن المؤتمر سمح لنا بالربط الشبكى بين الصحفيين وبعضهم البعض لتبادل المعلومات .. وسنظل ملتزمين بدعم الصحافة والإعلام العربى ونأمل أن يكون هذا الالتزام متبادلا أيضا من الجانب العربى . وقد عقد قبيل الجلسة الختامية جلسة عمل تم خلالها مناقشة دور وسائل الإعلام التقليدية فى النضال من أجل الحرية ، وقد عرض العديد من الإعلاميين العرب للأوضاع فى دولهم مؤكدين أهمية تطهير الإعلام الحكومى من كافة العناصر التى لا تزال ترتبط أجندتها بأجندات السلطات الحاكمة بعيدا عن تطلعات وآمال شعوبهم . وأكد المشاركون أن وسائل الاتصال الاجتماعية مثل الفيس بوك وتويتر والمدونات وغيرها وإن كانت قد نجحت بالفعل فى تدشين الشرارة الأولى التى تقود إلى بدء الثورة على النظم القمعية إلا أن وسائل الإعلام التقليدية لا زالت بعيدة عن التماشى مع روح الثورات التى تنتقل من دولة عربية لأخرى كالنار فى الهشيم .