قال الدكتور هانى بركات، رئيس الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة EOS، أمس الأحد، إننا نطرح المواصفة الدولية الجديدة ISO 26000 لتحقيق مطالب الثوار، والتى ترسم خارطة طريق أمام مجتمع الصناعة والتجارة فى مصر، لتلبية احتياجات المواطن المصرى، والحقيقة أنها جاءت فى توقيت ممتاز، بعد أن رفع المواطن مؤخرا العديد من الشعارات خلال هذه الثورة المجيدة، التى تطالب بالعدالة الاجتماعية، ومسئولية المجتمع الصناعى، وتطالب بحقوق العمال وحقوق الإنسان، والحفاظ على البيئة، لذلك نحاول إرساء الأساس العلمى لهذه المطالب، من خلال هذه المواصفة الجديدة. جاء ذلك فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، على هامش فعاليات الندوة القومية للمسئولية المجتمعية للمنشآت، ودورها فى تنمية المجتمع، والتى نظمتها الهيئة بالقاهرة، بالتعاون مع المنظمة الدولية للمواصفات "الأيزو"، و وكالة التنمية السويدية SIDA. وأشار الدكتور هانى بركات إلى أنه رغم استمرار مظاهرات ثوار التحرير حتى الآن، إلا أننا متفائلون جدا بالوعى الذى يتزايد فى مصر يوما بعد الآخر، وتعبير المواطنين عن آرائهم جزء طبيعى من الممارسة الديمقراطية، ولا يجب إطلاقا أن ننزعج من حرية التعبير، بل علينا أن ننزعج عندما تقل، كما أننا متفائلون باستمرار التعبير الحر عن الرأى والرأى الآخر، وبالتالى الوصول إلى نوع من التوافق، لذلك نؤكد أن مصر على الطريق الصحيح بنسبة 100%، وسوف نعبر هذه المرحلة فى فترة قياسية، فغالبا الثورات تأخذ مدة أكبر من ذلك بكثير، والعالم كله مندهش بأداء الثورة المصرية. أضاف رئيس الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة، أننا نبحث عن الشركات والمصانع والشركاء الراغبين فى تطبيق هذه المواصفة الجديدة، لنتعاون معهم فى تطبيقها، بالقطاعات الحكومية والقطاع العام والخاص والمجتمع المدني، على أن تلتزم هذه الجهات ببنود المواصفة القياسية الجديدة عند تطبيقها. والحقيقة أن هذه الندوة هى الثانية ضمن سلسلة ندوات ستنظمها الهيئة خلال الفترة القادمة، لتطبيق مفهوم المسئولية المجتمعية للمنشآت، والتأكيد على أهمية دورها فى تنمية المجتمع، بحضور ممثلين من دول عربية شقيقة، خاصة أن العديد من الخبراء أكدوا مؤخرا أن نشاط مصر "رائد" فى هذا المجال، و معترف به عربيا وإقليميا ودوليا، فلابد من نقل الخبرات المصرية فى مجال العدالة والمسئولية المجتمعية للمنشآت لعدد من المجتمعات العربية التى تحتاج لحلول لعدة مشكلات لديها فى هذا الإطار. وأكد بركات أن الهدف من المواصفة الدولية الجديدة هو التواصل بشكل أفضل مع مجتمع الصناعة والتجارة، لتعظيم استفادة المواطن المصرى من التنمية الصناعية والتجارية. وقال إن الرسالة الأساسية للندوة هى التأكيد أن هناك أسلوبا علميا لتطبيق المسئولية المجتمعية فى قطاع الصناعة والتجارة، فعند إنتاج منتج ما لابد أن يكون مطابقا للمواصفات، وأن يكون آمنا للمستهلك، لكن هذا المنتج يكون عليه مسئولية أكبر من ذلك و هى احترام العاملين فى المصنع الذى أنتج هذه السلعة، بالإضافة إلى احترام حقوق العمال، و إعطائهم الأجور التى يستحقونها، واحترام بيئة العمل، والظروف الصحية والاجتماعية للعمال، ومسئولية صاحب المصنع نحو البيئة المحيطة للمصنع الذى يمتلكه، فنرفض تماما أن يكون للمصنع تأثيرا سلبيا على البيئة المحيطة به. وقال رئيس الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة EOS إن المجتمع المصرى طالب بشكل واضح وصريح بحقوق العمال خلال العديد من المظاهرات التى تم تنظيمها مؤخرا، وطالب بحقوق البيئة المحيطة، وضرورة الحفاظ عليها، وطالب بتوسيع الدائرة إلى المسئولية المجتمعية للشركات نحو المواطنين الذين يعيشون حول المنشأة الصناعية أو التجارية، فلابد من الاستجابة لهذه المطالب خلال أقرب فرصة ممكنة، خاصة أن المجتمع الصناعى ينمو عندما ينجح فى تلبية احتياجات المواطنين. جدير بالذكر أن فعاليات الندوة أقيمت تحت رعاية الدكتور محمود عيسى وزير الصناعة والتجارة الخارجية، وقد حضر الندوة كل من الدكتور هانى بركات، والدكتور ناجى ألبير، رجل الأعمال ومستشار رئيس الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة EOS، وMartin Neureiter الخبير الأجنبى بمنظمة "الأيزو" العالمية، ويسرى تيناوى، مدير عام غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية FEI، والمهندس عصام شمس الدين، مساعد رئيس هيئة المواصفات والجودة. كما حضر اللقاء اللواء عاطف أمين يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، والمهندسة عنان هلال، نائب رئيس مجلس إدارة جهاز حماية المستهلك، وأمل إحسان، مدير إدارة التنسيق مع الجمعيات الأهلية بجهاز حماية المستهلك، والمهندس خالد نبيل، مدير عام قسم الجودة بشركة "أوليمبيك جروب"، والدكتورة نادية فهيم يوسف، الرئيس الأسبق لوحدة تكافؤ الفرص، والاستشارى فى الوحدة التابعة للمركز القومى لبحوث الإسكان والبناء، وعدد من الخبراء فى مجال المسئولية المجتمعية للمنشآت، مثل المهندس أسامة المليجى، والدكتور يحيى السمرجى، والدكتورة عفاف طه، والمهندسة سامية العزازى، وأسماء عبد المحسن.
