استقبل اليوم، الأربعاء، صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطنى، ليو يون شان عضو المكتب السياسى للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى وعضو سكرتارية اللجنة المركزية ورئيس دائرة الإعلام والثقافة الذى يترأس وفدا من رفيع المستوى. عقدت مباحثات على المستوى الثنائى تناولت استعراض سبل دعم العلاقات الثنائية بين مصر والصين على مختلف المستويات، وسبل تطوير العلاقات بين الحزبين من خلال الزيارات المتبادلة بين الوفود الحزبية والذى شهد تناميا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة. وأشار الشريف إلى تبادل الخبرات بين الحزب الوطنى والحزب الشيوعى الصينى فى انتخابات القيادات، وأن هناك وفداً من شباب الحزب يسافر الآن لبكين لحضور دورة حول نظم الحكم. وأكد الشريف عمق العلاقات التاريخية بين مصر والصين كشركاء فى الحضارة، ورفاق حركة عدم الانحياز ومرحلة التحرر الوطنى، مشيراً إلى أن مصر كانت أول دولة عربية وأفريقية تعترف بالحكومة الصينية سنة 1956، كما أن البلدين توجا التعاون فيما بينهما بتوقيع اتفاق التعاون الاستراتيجى أوائل تسعينيات القرن الماضى أثناء زيارة للرئيس مبارك للعاصمة بكين، وتوقيع العديد من الاتفاقيات وبرتوكولات التعاون فى مختلف الميادين. وأشار الشريف إلى أهمية تعزيز التعاون بين مصر والصين لمواجهة العديد من التحديات الدولية، خاصة الأزمة المالية، ومناقشة مجالات التنسيق المشترك للتعامل مع مضاعفاتها، وآثار الركود العالمى المتوقع، وخاصة بإزاء قطاعات اقتصادية سوف تتأثر بها مثل الاستثمار وقناة السويس والسياحة.. كما أكد على الدور الذى يمكن أن تقوم به الصين فى دعم هذه القطاعات من خلال التوسع فى الاستثمارات الصينية وتشجيع السياحة الصينية لمصر. وشدد الشريف على ضرورة التنسيق بين مصر والصين فيما يخص نشاط مجموعة عدم الانحياز، لتأكيد دور الدول النامية فى إصلاح النظام الاقتصادى الدولى وتوصيل صوتها بقوة، تصحيحا لسياسات خاطئة تسببت فى الأزمة الحالية ودفعت ثمنها معظم الدول النامية. من جهته، عبر الضيف الصينى عن سعادته باللقاء مع الشريف، ومع جمال مبارك الأمين العام المساعد وأمين السياسات بالحزب الوطنى، أمس الثلاثاء، والذى تناول بعمق وشمولية العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين مصر والصين على المستويين الإقليمى والدولى. وأكد تطابق وجهات النظر بين البلدين على المستوى الحكومى والحزبى تجاه هذه القضايا، كما أشار إلى أن الهدف من هذه الزيارة هو تعزيز الصداقة والتعاون بين الحزبين الكبيرين الحاكمين فى البلدين الشقيقين والتى تمثل أهم المقومات لعلاقات بناءة على كافة المستويات. وأشار الضيف الصينى أن لدى قيادات الحزبين الحاكمين فى الصين ومصر، لغة مشتركة إزاء أهم القضايا الدولية والإقليمية، وخاصة فى مواجهة الأزمة المالية العالمية. وأثنى رئيس الوفد الصينى على السياسات التى تبناها الرئيس مبارك، وعلى مجمل الإصلاحات الاقتصادية التى تضمنها برنامجه الانتخابى الرئاسى، وكان لها الفضل فى تجنيب مصر مضاعفات الأزمة الحالية، مؤكدا إحساس الوفد الصينى أثناء زيارته الراهنة بحجم ما حققه الاقتصاد المصرى من إنجازات وبحجم ما تنعم به مصر من ازدهار واستقرار اجتماعى فى هذه المرحلة. والتقى الوفد فى اجتماع موسع بأعضاء هيئة مكتب الأمانة العامة الدكتور زكريا عزمى الأمين العام المساعد لشئون التنظيم والعضوية والمالية والإدارية، والدكتور مفيد شهاب الأمين العام المساعد للشئون البرلمانية، والدكتور على الدين هلال أمين الإعلام. ومن أعضاء الأمانة العامة المستشار ماجد الشربينى أمين العضوية، والمهندس محمد هيبة أمين الشباب، والدكتور محمد الحفناوى أمين المهنيين، والدكتور محمد عبد اللاه أمين العلاقات الخارجية، والدكتورة يمن الحماقى عضو الأمانة العامة. واستعرض الدكتور زكريا عزمى النظام الأساسى للحزب، ومبادئه الأساسية وتطور العضوية. كما استعرض الدكتور مفيد شهاب دور ومهام الهيئة البرلمانية للحزب، وعلاقة الحزب بالمؤسسات التشريعية. ودار حوار موسع بين أعضاء الوفد وأعضاء الأمانة العامة تناول مجالات التنسيق والتعاون بين الحزبين فى مختلف المجالات. عكست المباحثات تطابقاً فى المواقف وتقاربا فى الآراء حول العديد من القضايا الإقليمية، وفى مقدمتها قضية الشرق الأوسط والعراق ودارفور والأزمة النووية الإيرانية وأزمة القرصنة البحرية فى المحيط الهندى وخليج عدن، مع اتفاق على أهمية تنسيق المواقف الثنائية بين الدولتين لمواجهة هذه الأزمة فى إطار من عمل دولى منظم يحمى الملاحة فى الممرات البحرية.
