على بعد 350 كيلو متراً من القاهرة، جنوب رأس غالب بنحو 33 كيلو متراً، تقع منطقة رأس شقير، أقدم المناطق الغنية بالبترول التى تم اكتشافها فى مصر.. "اليوم السابع" اخترق تلك المنطقة الغنية بحقول الزيت والغاز ورصد عملية استخراج البترول والغاز ومراحل إنتاجهما، بصحبة نخبة من خبراء ومهندسى البترول. تم اكتشاف منطقة رأس شقير، وكانت من أهم الاكتشافات فى منطقة خليج السويس، إلى جانب حقل مرجان البحرى وحقلى يوليو ورمضان، واللذين اكتشفا فى وسط مياه الخليج ويقعان شمال غربى مرجان مباشرة. ويتميز حقل رمضان بوجود أسمك طبقة حاملة للبترول وجدت فى مصر كما أنه أعمق الآبار المصرية ويقع على بعد 21 ألف قدم فى خليج السويس. وتبدأ مراحل الإنتاج بعمليات الاستكشاف باستخدام أحدث الآلات، وعند العصور على الزيت يتم حفر الآبار الاستكشافية، ويتم تحديد حجم وسعة الخزان لتحديد اقتصاديات الإنتاج، ليتم بعدها حفر الآبار التنموية لتبدأ مراحل خروج الزيت. تتم عمليات حفر الآبار تحت المياه فى عمق يتراوح بين 60 إ لى 280 قدما مكعبا تحت سطح البحر، ثم تتم عمليات الإنتاج، ومعالجة الزيت المستخرج ليتم بعدها شحنة عبر أنابيب البترول إلى معامل التكرير بأسيوط والسويس، لإنتاج المنتجات البترولية، كما يتم فصل الغاز المصاحب للزيت ويتم شحنه إلى محطات الضغط، ويصل عدد الآبار المنتجة إلى 305 آبار. وشهدت خطة التنمية الجارى العمل بها فى خليج السويس توسعاً كبيراً لزيادة عمليات الإنتاج من الحقول، سواء المكتشفة مؤخرا أو التى تنتج منذ سنوات، من خلال إعادة تأهيل التسهيلات الإنتاجية لتلك الحقول، وتعتمد شركة "بى بى مصر" فى خطة تنميتها على حقل شمال شدوان، حيث تم حفر نحو 18 بئراً خلال فترة الثمانينيات ونتج عنها ثلاثة اكتشافات للزيت. ويقول المهندس نبيل مصطفى ناجى، نائب مدير عام منطقة خليج السويس للخدمات المساعدة، إن منطقة خليج السويس تعد من أهم مناطق إنتاج البترول فى مصر، حيث تقع الحقول داخل مياه خليج السويس وتعد من أكثر الحقول إنتاجا فى مصر فى الوقت الحاضر، وتسهم بقدر كبير من إجمالى إنتاج مصر من البترول، وتضم هذه المنطقة العديد من الحقول، مثل حقول بلاعيم بحرى ومرجان ويوليو ورمضان وأكتوبر والأمل وجيسوم والزيت. ويقول المهندس عبد القادر عبد اللاه، رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب لشركة بترول خليج "جابكو"، إن قناة السويس والبترول هما اللذان يقودان حاليا الاقتصاد المصرى، وإن العاملين بقطاع البترول يدركون جيدا المسئولية تجاه بلادهم والظروف التى تمر بها البلاد، حيث إن 90% من العاملين يعملون بعيدا عن أسرهم ويواجهون العديد من المخاطر، لافتا إلى أن قطاع البترول تم اختزاله فى صفقة تصدير الغاز لإسرائيل فقط. وأشار عبد اللاه إلى وجود بعض المشاكل بخطوط نقل الزيت الخام ومياه الحقن وغازات الرفع الصناعى ومنصات الإنتاج البحرية مثل يوليو- 6 ومرجان- 6، مع حدوث العديد من التوقفات غير المخططة، وبالتالى نقص معدلات الإنتاج، لافتا إلى إحدى محطات الإنتاج التى تم رفع 240 طنا منها من المواسير المتآكلة تحت المياه، حيث تولت شركتا إنبى وبتروجيت عمليات الإصلاحات والإنشاءات. وأشار عبد اللاه إلى أن مصر جددت اتفاقية خليج السويس مع الشريك الأجنبى شركة بريتش بتروليوم "بى بى" فى مايو 2006 بشرط إنفاق 600 مليون دولار لإعادة تأهيل البنية الأساسية، والتى من المخطط الانتهاء منها بحلول عام 2016، وتم حتى الآن إنفاق 430 مليون دولار لعمليات الإصلاح وتجديد محطات يوليو وبدرى، واعتماد 171 مليون دولار لإصلاح 3 محطات "رمضان وأكتوبر ومرجان 36". وكشف عبد اللاه، عن رصد الشركة ل35 مليون دولار استثمارات جديدة تضخها الشركة بهدف حفر آبار جديدة للغاز والبترول بتكنولوجيا عالية من الأعماق السحيقة، والتى تصل إلى 18 ألف قدم تحت المياه بمنطقة شمال شدوان منطقة امتياز الشركة.