فى ندوة أقيمت بنقابة الصحفيين بعنوان "الرقابة والفن والسياسة"، بمشاركة الإعلامية درية شرف الدين مديرة الرقابة سابقاً، والمخرج محمد صفاء عامر، وكل من الفنان جلال الشرقاوى، وصلاح السعد نى، والمنتج محمد حسن رمزى، وأحمد سخسوخ عميد معهد الفنون المسرحية سابقاً، والكاتب محسن الجلاد الذى كان يدير الحوار بالندوة، ومحمد عبد القدوس أمين لجنة الحريات بنقابة الصحفيين. طالب الفنانون بضرورة إلغاء الرقابة على الأعمال الفنية، حيث لا يمكن بعد هذا التطور التكنولوجى والانفتاح على العالم استمرار وجود رقابة من جانب الدولة على الفنانين والمبدعين، واستشهدوا بالدول المتقدمة, حيث الرقابة لديهم مدنية؛ متمثلة فى تجمعات المجتمع المدنى والمواطنين فقط هم الرقباء على الأعمال الفنية. وقال محسن الجلاد معترضاً, إن الفن إذا تسلط عليه سيف الرقابة سيحد من إبداعات الفن والمبدعين، مشيراً إلى أن أكثر الموضوعات التى يتم رفضها من الرقابة, هى الموضوعات السياسية على عكس الأعمال المخلة, والتى لا يميل إليها المبدعون. بينما ألقت الإعلامية درية شرف الدين الضوء على نبذة من تاريخ الرقابة فى مصر, الذى يوضح شدة الرقابة منذ وجودها، وأن الرقابة تابعة للنظام السياسى, حيث يفرض عليها توجهها السياسى. وعبر الفنان الكبير جلال الشرقاوى عن مساعيه لإلغاء الرقابة قائلاً, أنا أنادى وسأظل أنادى حنى آخر لحظة فى عمرى بإلغاء الرقابة, موضحاً أنه إذا انحرف الفنان فى عمله فيمكن معاقبته عن طريق جزاءات النقابة, والتى تبدأ من لفت النظر إلى الشطب من جداول النقابة. ومن جانبه انتقد الفنان صلاح السعدنى عدم استجابة الدولة لإلغاء الرقابة رغم كثرة المطالبة منذ حوالى 40 عاماً قائلاً, منذ أن كنت فى الجامعة وأنا أحضر مؤتمرات عن إلغاء الرقابة ويقال فيها نفس الكلام ولم يتغير شىء بمصر. مشيراً إلى أن الفن هو رد فعل لشىء فى المجتمع, وليس الفاعل فى المجتمع, وإنما الفاعل هو الفلاح والصانع، معبراً عن تشاؤمه بسبب كثرة المشاكل والقضايا, والتى تفقد الإنسان انتماءه للبلد, أما عن حالة المسرح فهى فى حالة يرثى لها.