أعلن وزير الخارجية السودانى على كرتى أن بلاده لن تغلق باب الحوار مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، على الرغم من نكوصها المتواصل عن التزاماتها تجاه السودان. وقال الوزير فى حوار مع صحيفة "الرائد" الصادرة بالخرطوم اليوم إن الحكومات الأمريكية ظلت تستجيب لجماعات الضغط المختلفة والتى تسعى لتخريب العلاقات بين السودان وأمريكا، وأوضح أن السودان أوفى بكافة التعهدات، حيث تحقق السلام فى الجنوب وأقيم الاستفتاء والتزمت الحكومة باتفاقية السلام حتى قامت دولة الجنوب. وتابع قائلا "إن الولاياتالمتحدة ظلت تبذل الوعود فى كل مرحلة بتحسين العلاقات الثنائية ولكنها لا تفعل شيئا ، مشيرا إلى التزامات الرئيس الأمريكى وقوله بأن تحقيق السلام فى جنوب السودان يعنى تحسين العلاقات بين البلدين . وأضاف كرتى "إننى شخصيا صرحت للسيد جون كيرى مسئول الشئون الخارجية بالكونجرس الأمريكى بأن بلاده لن تحسن علاقاتها بالسودان مهما تحقق من نتائج طيبة ، حيث سألته عن الأسباب التى تجعلنا نثق بالوفاء بالعهود التى نسمعها منه، وسمعناها من الآخرين" ، وقال "إن كيرى رد بالقول انه مختلف عن الآخرين وبعد أن تحقق السلام قامت دولة الجنوب وتم الاستفتاء وتم التوصل إلى اتفاقية الدوحة واختفى جون كيرى من الساحة السودانية تماما". وأضاف وزير الخارجية أن كل مسئول أمريكى يحدث تحولا أو يتحدث عن العلاقات بالاتجاه الإيجابى يبدل من موقعه، مشيرا إلى تغيير المبعوث الأمريكى السابق سكوت جرايشن ، ورأى الوزير أن الولاياتالمتحدة تمضى فى هذا الاتجاه إلى أبعد مدى حيث تعمل لخلق حالة من الاتهامات والمزاعم التى توصم السودان بانعدام الأمن . وقال إن السفير الأمريكى الأسبق تيموثى كارنى نقل للعمل من نيروبى وهو سفير للسودان بدعوى انعدام الأمن فى الخرطوم، وبعد أن انتقل إلى نيروبى بأيام وقعت حوادث ضد سياراته هناك، وأضاف كرتى أن الولاياتالمتحدة تلاحق حتى المسئولين الدوليين الذين يعلنون عن الخطوات الإيجابية التى تتم، مشيرا إلى أن نائب مفوض العون الإنسانى للأمم المتحدة وجه بإجراءات غريبة وسريعة أفقدته منصبه عندما صرح بأن الحرب فى دارفور قد انتهت . غير أن وزير الخارجية السودانى قال إنه ورغم توفر شواهد عديدة يمكن أن تدفع لليأس من تحسن العلاقات مع الولاياتالمتحدة، إلا أننا لن نستسلم لليأس وسنواصل جهودنا والتى واجهت ذات العقبات مع كافة الرؤساء سواء من الحزب الجمهورى أم الحزب الديمقراطى . وأشار كرتى إلى أن المرحلة القادمة وبداية الحملات الانتخابية فى أمريكا ستدفع الرئيس الأمريكى وستنشط خلالها جماعات الضغط وأننا سنجتهد أن نحسن علاقاتنا بالولاياتالمتحدة إذ أن السودان يؤسس علاقاته مع كل الدول على مبدأ العلاقة الثنائية المتطورة والمتحسنة وأن ليس للسودان عداوات مستمرة ولا دائمة بل رغبة فى العلاقات التى تؤسس للتطور وسيادة القيم التى نؤمن بها مع الجميع، مشيراً إلى أن السودان تمكَن ورغم الضغوط الأمريكية من تحقيق تقدم حول مهام وبعثة المبعوث الأممى لحقوق الإنسان فى السودان .
