شدد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد، رئيس قطاع فلسطين والأراضى المحتلة فى جامعة الدول العربية، اليوم الثلاثاء، أنه لا يوجد أى مبرر لاستمرار حالة الانقسام الفلسطينى. وقال السفير صبيح فى تصريح للصحفيين بالقاهرة: إن الانقسام الفلسطينى أضر كثيرا بالشعب الفلسطينى وقضيته، وأثر سلبا على كل من يريد خدمة هذه القضية العادلة، فبدلا من التركيز على إظهار الإجراءات الإسرائيلية القمعية، بات شرح أسباب الخلاف الفلسطينى، وكذلك موضوع الحوار، يأخذ جهدا لا يستهان به من عملنا، وبالتالى تشتت الجهد. وأضاف: أن القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية عقب الانقسام، لم تصدر إلا بعد جهد كبير، فنحن فى ظل الخلاف والانقسام أصبحنا فى وضع محرج للغاية. وأكد السفير صبيح أن جامعة الدول العربية تسعى بكل جهد ممكن لإنهاء الخلاف، وهى بذلك تدعم الجهود المصرية، وأى نشاط تقوم به الدول العربية للخروج من هذا الوضع المقلق. وقال: بكل صراحة هذا الخلاف غير مقنع على الإطلاق، واستمرار حالة الانقسام أمر محرج ومقلق ومزعج، فالبيت يشتعل والأخوة يتخاصمون، والمركب يغرق والأشقاء يتصارعون، وهذا الأمر يجب ألا يستمر. وتابع السفير صبيح: الجامعة العربية نشأت مع القضية الفلسطينية، فهما توأمان، ومن هنا أصيبت الجامعة بصدمة كبيرة لقناعتها أن ما نعانيه من أخطر ما مر على القضية الفلسطينية. وأوضح أن جمهورية مصر العربية مؤهلة لقيادة الحوار الفلسطينى-الفلسطينى، وما يميزها أن لديها علاقات خاصة مع الشعب الفلسطينى، ولديها ملف الأسرى والجندى الإسرائيلى المختطف جلعاد شاليط، بالإضافة لملف المعابر. وأشار إلى أن جامعة الدول العربية ستلعب دورا نزيها وغير منحاز فى سبيل تحقيق الوحدة الوطنية، وإقناع الأشقاء بالعودة لطاولة الحوار، مضيفا: لا خيار سوى بالحوار، لا حل إلا بالعودة للحوار، والمصلحة الفلسطينية تتطلب إنجاح المساعى المصرية الرامية لرأب الصدع. وفيما يخص اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب فى السادس والعشرين من الشهر الجارى، لفت السفير صبيح إلى أن الجامعة العربية وممثلى الدول العربية ستستمع لتقرير مصر بخصوص ما جرى فى حوار القاهرة. وبشأن مستقبل الجهود المصرية، أجاب السفير صبيح: عرفنا أن مصر ستوالى الجهد المكثف لعودة الفصائل الفلسطينية للحوار، ولا بد من الحوار ولا بد من الوصول للوحدة الوطنية. وأكد أن السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، يقوم بشكل متوازى للمساعى المصرية بلقاء ممثلى القوى والفصائل الفلسطينية، لحث الجميع على العودة لطاولة الحوار، ولا نقبل من أى طرف أن يعيق الوحدة الوطنية. وردا على سؤال حول قيام مجلس وزراء الخارجية العرب والجامعة العربية بتحديد الطرف الذى يعيق الحوار، قال السفير صبيح: لن تقوم جامعة الدول العربية إلا بالأمر الذى يساهم فى إنهاء حالة الانقسام، والحوار لا زال متواصلا ولم يعلن عن فشله، والجهود مستمرة، ومن السابق لأوانه أن تخرج الدول العربية لتتهم طرفا ما، وما نأمله بأن لا نصل لهذه المرحلة، وأن تنتهى الأزمة الفلسطينية الداخلية سريعا.