قال الدكتور هانى البنا مؤسس منظمة الإغاثة الإسلامية ورئيس المنتدى الإسلامى الإنسانى، إن نمو الدول لا يقاس بالدخل أو العدد السكانى فقط، بل بوجود مؤسسات مجتمع مدنى فاعلة ومؤثرة فى المجتمع، وتفاعل المواطن فى بناء النسيج المجتمعى، مضيفا أنه يوجد فى مصر حوالى 35 ألفا و700 مؤسسة مجتمع مدنى، إلا أن معظمها غير مؤثر ولا تقوم بدورها الحقيقى فى التفاعل مع المجتمع والنهوض به. وأشار البنا خلال اللقاء الذى عقد أمس بساقية الصاوى عن دور المجتمع المدنى فى نهضة الدول وبناء الحضارات، إلى أنه يجب استغلال حالة الحراك المجتمعى والطاقات التى تولدت لدى الشعب المصرى خلال ثورة يناير، فى تنمية المجتمع المدنى وتفعيل دوره بشكل صحيح، فالشعب المصرى هو الركيزة الأولى لاستقلالية المجتمع ورفض التبعية التى يمكن أن تفرضها الدول المانحة للمساعدات. واعتبر أن قضايا الأموال المشبوهة هى قضايا إعلامية أكثر منها واقعية، فمؤسسات المجتمع المدنى، وإن كان بها الكثير من ضعاف النفوس الذين يقبلون بالرضوخ لطلبات المانحين وشروطهم مقابل الحصول على الأموال، إلا أن هذا لا يعنى أن هناك مؤسسات تضع ضوابط محددة تجعلها لا تتنازل عن مبادئها وأهدافها من أجل المال. وأوضح البنا أن مؤسسات المجتمع المدنى يمكنها أن تلعب دورا كبيرا فى مرحلة بناء الدولة الآن، حيث إنها تنعش الاقتصاد الوطنى، وتوفر فرص عمل، وتساعد فى برامج التنمية التى تضعها الدول للنهوض بنفسها، لذلك اهتمت الدول الغربية كثيرا بمؤسسات المجتمع المدنى، ووضعت لها ضوابط محددة تنظم عملها وتساعد على استمرار عملها بكل شفافية. وأضاف أن للمؤسسات الدينية دورا مهما جدا فى المجتمع المدنى، ولديها قوة كبيرة تؤهلها للتأثير فى المجتمع بشكل أكبر أقوى من القوى السياسية نفسها، ولكن إذا قامت بدورها بشكل صحيح. كما أكد البنا أن أكبر المشكلات التى واجهت مؤسسات المجتمع المدنى خلال النظام السابق هى تداخل دور مؤسسات المجتمع المدنى ودور الحكومة، فلم توجد حدود لدور كل منهما، ونشأة مؤسسات لصالح لتحقيق مصالح شخصية، وتسييس دور المؤسسات، واستخدام هذا المؤسسات فى إثارة الفتن والنزاعات الدينية والطائفية، وعدم اهتمام المجتمع بالمشاركة فى هذه المؤسسات، وضعف قوانين المحاسبة ومعايير الشفافية المنظمة لعمل مؤسسات المجتمع المدنى. وأشار إلى أن مشكلة المجتمع المصرى هو إعلاء ثقافة "الأنا"، وعدم تقبل العمل الجماعى والمشاركة والرغبة فى الاستماع للآخر، ولكى ننهض من جديد يجب أن تسود روح التعاون ورفض ثقافة النخبة والتعالى، مؤكدا على أننا يجب أن نبنى حضارتنا بأنفسنا والتوقف على مجرد الاكتفاء بالتفاخر بأمجاد السابقين وحضارتهم، مثلما كان يفعل النظام السابق ليقتل لدينا أى رغبة فى بناء حضارتنا والتقدم، ولكى يتحقق ذلك يجب أن تكون لدينا رسالة وهدف نسعى لتحقيقه، مؤمنين به ولدينا رغبة قوية فى تحقيقه، رافعا شعار "من آمن بفكرته، أقام حضارته".