نشر الكاتب الفرنسى بيير روسلين فى صحيفة لوفيجارو الفرنسية افتتاحية خاصة عن إعلان الحزب الحاكم فى موسكو ترشيح رئيس الوزراء الحالى بوتين لمنصب الرئاسة العام المقبل، وإعلان هذا الأخير بدوره ترشيح الرئيس الحالى مدفيديف لتولى رئاسة الوزراء. واستهل افتتاحيته قائلا إن عملية تبادل الكراسى ستعيد كلاً من الرجلين إلى مقعده السابق. ويرى الكاتب أن ردود الفعل الدولية الباهتة خاصة الغربية منها على الإعلان عن إعادة ترتيب الزعامة بين الرجلين، إنما تظهر مدى استياء الغرب من الاتجاه العام الذى تسير فيه الحياة السياسية الداخلية الروسية. ويقول روسلين: "الآن مع تهيئة المسرح لبوتين لكى يعود للعب دور الزعيم الأول تتلاشى التصورات الغربية التى كانت تتحدث عن وجود تنافس ضمنى بينه وبين الكريملن، على خلفية افتراض شائع لدى بعض المراقبين للشأن الروسى مؤداه أن مدفيديف يمثل التيار الليبرالى فى موسكو الأكثر ميلاً لتقوية العلاقات مع العواصمالغربية فى حين أن بوتين يمثل قوة الدفع المعاكسة". وأضاف الكاتب الفرنسى: "لكن مع ذلك ينبغى ألا ننسى أن بوتين ينطلق فى مواقفه تلك من حجم الإحباط الذى تراكم لديه بعد أن مد يد التعاون والشراكة، عندما كان رئيساً، إلى إدارة بوش ولكنه لم يلق منها الاستجابة أو التفاعل الإيجابى المناسب"، ويؤكد روسلين أن الأهم فى لعبة تبادل الكراسى المتوقعة العام المقبل هو تراجع خطاب الديمقراطية فيما سماه ردهات صنع القرار فى الكريملن. وعليه اعتبر الكاتب الفرنسى أن انتخابات ديسمبر التشريعية ورئاسيات العام المقبل ستكون مجرد تدابير شكلية وتحصيل حاصل سياسى. ويقول روسلين فى افتتاحيته إن من المفرقات الغريبة أن يشهد العالم العربى تصاعد المد الديمقراطى، لا يسجل هذا المد أى حضور فى المشهد السياسى الروسى، وهو ما يعنى أنه إذا كان ينبغى أن يتغير شيئا ما فى التعامل الغربى مع روسيا فهو النظرة الأمريكية التى بدت فى وقت ما مفرطة فى التفاؤل بإمكانية حدوث حراك ليبرالى حقيقى على يد مدفيديف ذى الشعبية الكبيرة فى واشنطن مقارنة مع رفيقه بوتين.
