أكد محمد منير، مدير فرع الثقافة ببنى سويف، أن المحافظ ماهر بيبرس وافق على إقامة نصب تذكارى يضم أسماء أبناء المحافظة من بين شهداء حريق عام 2005 الذى راح ضحيته أكثر من 58 مبدعا وأديبا، وأصيب العشرات أثناء العرض المسرحى لفرقة طما فيوم بقاعة الفنون التشكيلية ضمن مهرجا نوادى المسرح الخامس عشر، بمبنى قصر الثقافة بمدينة بنى سويف. وقال منير إن المحافظ وعد بتقديم الدعم المادى لفرقة الفنون الشعبية استجابة لطلب محمد الحريرى، مدير الفرقة، قبل سفرها للمشاركة فى أحد المهرجانات الدولية خلال الشهور القادمة، موضحا أنه لابد من اعتبار ضحايا المحرقة شهداء، مطالبا بضرورة الاهتمام بأسرهم وأيضا رعاية المصابين منهم، مشيرا إلى أن قصر الثقافة أنشئ فى عام 1967، وتم ترميمه مرتين أولهما فى منتصف الثمانينيات وأيضا عام 97، فضلا عن قيام وزارة الثقافة بأعمال إحلال وتجديد للمبنى بتكلفة 17 ملايين جنيه، وذلك عقب حادث المحرقة التى حدثت أثناء وراح ضحيتها أكثر من 58 شخصا وإصابة العشرات. وأضاف منير أنه تم تزويد المبنى بأجهزة الإنذار المبكر للحريق وأيضا كاميرات المراقبة داخل وخارج المبنى، بالإضافة إلى ستارة المسرح الواقية من النيران، حيث تهبط فى حالة اشتعال النيران وتحجبها وتمنع انتقالها عن خشبة المسرح تماما، وكذلك الستائر الداخلية للمسرح، فهى أيضا مكسوة بمادة تحجب النيران لفترة كافية لهروب الأشخاص من النيران، فضلا عن أجهزة صوت وإضاءة حديثة تضاهى الموجودة بدار الأوبرا المصرية، فضلا عن وجود نقطة إطفاء ثابتة بجوار قصر الثقافة وحول ذكرياته عن يوم المحرقة، كشف مدير فرع ثقافة بنى سويف عن فقد أصدقاءه من مبدعى وناقدى مصر. وأضاف أثناء فعاليات مهرجان نوادى المسرح الخامس عشر كنت مسئولا عن الشئون الثقافية بالفرع وقتها ودخلت مكتب عادل فراج، مدير الفرع، للحصول على النشرة اليومية التى توزع على الحاضرين لمهرجان المسرح من مختلف محافظات مصر وعند هبوطى للطابق الأرضى فوجئت بأعداد كبيرة من الحاضرين يهرعون إلى الطابق الثانى، وشاهدت دخانا كثيفا بملء جنبات القصر، وعلمت أن النيران اشتعلت فى قاعة الفنون التشكيلية التى يقام بها عرض فرقة طما فيوم. وأضاف منير نظرا لتحول القاعة خلال دقائق معدودة إلى كتلة من النيران لم نتمكن من الدخول لإنقاذ من بالداخل، فكنا ننتظر من يخرج ونطفئ النيران المشتعلة بملابسه. وبعد وصول سيارات الإطفاء وإخماد الحريق ونقل الضحايا إلى مستشفى بنى سويف العام، وقضيت الليلة داخل المبنى بصحبة زميلى أحمد مجدى أحد العاملين بالفرع ووجدنا جهازى محمول، وكلما اتصل علينا أحد متسائلا عن صاحب التليفون كنا لا نجد كلمات نرد بها سوى أنه بخير، ولكنه فى المستشفى وفى فجر اليوم الثانى توجهنا ومحمد زعيمة أحد مسئولى هيئة قصور الثقافة إلى المستشفى، ودخلنا المشرحة فى محاولة للتعرف على الجثث ولم أستطع النظر إلى الجثث التى تحولت بفعل النيران إلى ما يشبه التماثيل، وانتابتنى حالة من الانهيار فخرجت مسرعا، ولم أحتمل المنظر، خاصة أن من بين الضحايا أصدقائى من مبدعى بنى سويف.