قال موقع البويبلو الأسبانى إنه فى ضوء التغييرات السياسية التى شهدتها مؤخرا شواطئ البحر المتوسط والبحر الأحمر، فهناك حالة من عدم اليقين سائدة حول مستقبل هذه البلدان وهذه المنطقة الكبيرة. فى الأشهر الأخيرة بعد سقوط الأنظمة السياسية فى تونس ومصر وليبيا والأزمة العميقة التى تشهدها سوريا واليمن، ومن غير المعروف هل ستتبع سوريا واليمن درب تونس ومصر وليبيا أم لا؟ وقالت جين كينينمونت الباحثة فى قضايا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى معهد تشاتام هاوس فى لندن إن "سقوط الرئيس اللبيبى السابق معمر القذافى يجعل ليبيا تنضم إلى مصر وتونس ويظهر مدى سيطرة المعارضة على المنطقة، مضيفة: إذا أردنا نجاح الثورة السورية واليمنية فلابد من تعزيز جماعات المعارضة حتى تسقط هذه الأنظمة مثلما حدث فى ليبيا ومصر وتونس. ومن ناحية أخرى، يرى بن بارى، المحلل فى الحروب البرية فى المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية فى المملكة المتحدة، أن ما حدث فى ليبيا لن يتكرر فى سوريا، وفى رأيه أن القوى الغربية بحاجة إلى دعم من البلدان فى المنطقة، وأيضا دعم جامعة الدول العربية لإجراء تدخل عسكرى فى سوريا ولكن هذا الدعم لا يوجد فى الوقت الحالى، ولذلك فمن غير المرجح تكرار ما حدث فى ليبيا فى سوريا. بارى يرى أيضا أن أزمة الديون التى تواجهها الدول الغربية يحد من قدرتها على شن حربا جديدة على المدى القصير. وقال تيد كاربنتر محلل فى معهد كاتو فى واشنطن إن صعود حكومات جديدة فى شواطئ البحر المتوسط والأحمر سيؤدى إلى خلق العديد من الشكوك وتدمير التوازن الذى كان قائما، مشيرا إلى أن تلك النظم الجديدة ستحترم السيادات القديمة على الرغم من التغييرات السياسية التى حدثت أو أنها ستصبح أكثر تطرفا ومعاداة للغرب. وأجمع المحللون السابقون على أن الجميع لديهم أمل فى عملية السلام فى الشرق الأوسط ولكن لابد من إضعاف الثقة بين الشعب ومن سيتولى السلطة وإعطاء فرصة لهم. ومن ناحية أخرى يرى بيتر فام مدير مركز مايكل اس أنصارى فى المجلس الأطلسى بواشنطن أن عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية ستكون أكثر تعقيدا فى المستقبل. وأضاف "أن النزاع سيصبح أكثر تعقيدا على المدى القصير خاصة مع وجود حكومات جديدة فى جميع أنحاء المنطقة العربية وفى ظل غياب الشرعية الثابتة والضغوط التى يمارسها الشعب ووجود جهل فى كثير من الأحيان، فإنه سيكون من الصعب مشاركة حكومات جديدة ليس لديها خبرة فى القضية الفلسطينية فى محاولة لإحلال عملية السلام . وأشار الموقع إلى أن ما يحدث الآن هو صراع من نوع آخر، حيث إن الجميع سينظر إلى ليبيا وكأنها كعكة لابد من تقسيمها، مشيرا إلى أن شركة البترول البريطانية قالت إنها ستعود مؤخرا إلى ليبيا لمواصلة برنامجها الاستكشافى، وهذا ما يكشف نية بريطانيا فى توسيع استثماراتها فى هذا البلد الغنى بالموارد، وانضمت أيضا إليها شركات نفطية أخرى إيطالية وألمانية للحصول على عقود الطاقة فى ليبيا وهذا ما يلفت الانتباه، حيث يتزامن هذا السباق مع الأوقات التى تمر بها أوروبا من تباطؤ اقتصادى عالمى وأزمة ديون. وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة لن تترك هذا السباق بل إنها ستشارك وأكيد ستستفيد بشتى الطرق من الإطاحة بالقذافى.