بسعادة بالغة نستقبل عيدا مختلفا، عيدا طالما انتظرناه سنوات طوال اكتوينا فيها بنار اليأس، وكان لسان حالنا يردد بيت الشعر للمتنبى: عيدٌ بِأيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عِيدُ بِما مَضَى أَم لأَمْرٍ فِيكَ تجدِيدُ كنا مع قدوم كل عيد تملأ الحسرات قلوبنا، والتنهيدات صدورنا والأحزان نفوسنا ونحن نرى أحوالنا، شعوبا عربية مستباحة تأكل لقمتها مغمسة بالذل والهوان، وتعانى من الظلم والقهر، مسلوبة الحرية، فاقدة الإرادة، تعيش على حلم كان يبدو بعيداً ولكن أتى هذا العيد، ليعلن قدوما مختلفا، وأن الحلم لم يكن يوماً بعيدا. مصر وتونس وليبيا كل منها كسرت القيد، وعن قريب سوريا واليمن، وأشرق الأمل فى نفوسنا إيذانا واستبشاراً برؤية قدسنا حر والمسجد الأقصى تُقام فيه صلواتنا. نسمات ربيع الثورات العربية هبت علينا معلنة بدء مرحلة جديدة الغلبة فيها للشعوب الحرة، والتى ستكون عواصف ورياح مهلكة لأعدائها. عرفت الشعوب العربية طريقها للحرية بعد أن ذاقت مرارة عبودية الأنظمة الفاسدة سنوات، وكما يقولون الأحزان والآلام تجمع، فأرجو أن نخرج من تجربة معاناتنا والتى ألقت بظلالها الكئيبة علينا أعواما بوحدة عربية شاملة تنسينا أى خلاف. نرجو صلاح دين أيوبى جديد يجمع شملنا تحت رايته، بدون زيف أو ادعاء ولا بحث عن سلطة وجاه. آن الأوان أن نتوحد يا كل البلدان، ويا كل الشعوب العربية، فلدينا كل أسباب الوحدة من دم ولغة وأديان وتاريخ وحضارة، وأن تصبح كل أعيادنا محملة بالجديد من أحلام تتحقق وصعاب تقهر.