هذه السنة العيد مختلف.. فهذا أول عيد بعد الثورة.. لذلك لن يقتصر فقط على مشاعر الفرحة، بل يحتوى على الكثير من المشاعر المتضاربة، فهناك من يجده عيدا بطعم الحرية، وهناك من يجده عيدا بطعم الأمل، وهناك أيضا من يجده بطعم الإحباط واليأس! وتسيطر عليه مقولة «مفيش فايدة»! وهناك من يجده عيدا بطعم الحزن والألم، فأغلب البيوت فى مصر تفتقد هذا العيد أخا.. ابنا.. أبا.. حبيبا.. أو زوجا.. شهداء ضحوا بحياتهم من أجل حياة أفضل لأولادهم وذويهم، حياة تتمتع بالكرامة والشرف، لتصبح فيها السرقة والرشوة والذل اختيارا.. وليس السبيل الوحيد الذى لا سبيل غيره! هؤلاء الشهداء ذهبوا وهم يعلمون أن دماءهم ستكون أمانة فى يد كل مصرى ليحافظ عليها ويحارب كل من يحاول خيانتها. هذه المشاعر تملأ قلوب أهالى الشهداء فى عيد الفطر أول عيد بعد ثورة 52 يناير، تحدثنا معهم لنعرف كيف سيكون شكل العيد فى بيت الشهيد؟! أم محمود خالد «آخر شهداء 52 يناير» تقول: رغم الفقر وضيق ذات اليد، فإننا كنا نشعر بفرحة العيد كل سنة، وبلمة العائلة على الفطار فى نهار العيد.. حتى لو على طبق فول.. لكن هذه السنة كرسى محمود هيكون فاضى.. والعيد طعمه مر علقم! ولن تهدأ النار التى فى قلبى إلا إذا أخذت حق ابنى، ولا أقصد التعويضات، بل أقصد حق دم الشهيد من القتلة السفاحين الذين حرمونى من فرحة عمرى. كاريكاتير ياسمين مأمون لا للظلم إبراهيم محسن، أخو الشهيدة «رحمة» أول شهيدة فى ميدان التحرير يقول: فراق «رحمة» جعلنى أحس بأن العيد هذه السنة له معنى جديد مختلف، فلقد ماتت رحمة وهى تنادى «لا للظلم.. لا للظلم»، فقد عانينا من الظلم كثيرا عندما سجن والدى بقانون الطوارئ، ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد استشهاد رحمة! وسأكمل مسيرة أختى وسأظل أهتف ضد الظلم حتى لو مت أنا أيضا. والعيد هذه السنة سنقضيه مع والدنا لأول مرة من 01 سنوات.. ولكن بدون «رحمة»! الرضا والصبر والد الشهيد إسلام يقول: الحمد لله على كل شىء، فابنى شهيد حى عند الله، وسوف يتشفع لى يوم القيامة، أما بالنسبة للعيد فبالطبع سأقضيه مع باقى الأسرة، وأنا متأكد أن روح إسلام سترفرف حولنا، ومادام الصبر والرضا يملآن قلوبنا فلا خوف ولا حزن، ولا سبيل من ألم الفراق إلا اللجوء لله تعالى، قادر يصبرنا والحقيقة أنا مصمم أن نكون سعداء هذا العيد فإسلام كان يحبنا أن نكون سعداء، وسنذهب فى كل الأماكن التى كان يحب أن يذهب إليها. حلم يضيع أما أمل حسن زوجة الشهيد محمد إيهاب العريس الذى استشهد بعد أربعة شهور من زواجه. تقول أمل: حاولت منعه من النزول إلى ميدان التحرير إلا أنه رفض قائلا: أنا بعمل كده عشان ابننا أو بنتنا اللى جاى! والحقيقة أنا كنت حزينة لأننى لم أنجب منه لأننى كنت سأكون أكثر حزنا لو كنت حاملا فى طفل أو طفلة من محمد، لأننى لن أستطيع وقتها حماية الحلم الذى يضيع الآن باستهتار البعض!