طالب الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، المشككين والأقلام التى توجه سهام النقد للوفد بسبب دخول الحزب فى تحالف يضم حزب الحرية والعدالية الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمين وحزب النور "السلفى" الانتظار حتى ترى ما وصفه بالهدف" السامى" من هذا التحالف الديمقراطى، مشيرا إلى أنه يهدف إلى وحدة صف الأمة، ويقطع الطريق أمام الجدل السياسى والطائفى الذى لن نجنى من ورائه سوى الصراع والضعف والعجز عن تحقيق أهداف ثورة 25 يناير. وأكد البدوى فى تصريحات أدلى بها أثناء زيارة أجراها إلى أضرحة زعماء الوفد الراحلين سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين فى ذكرى رحيلهم، أن أهداف الثورة لن تتحقق إلا إذا توحد الشعب كما توحد فى ميادين التحرير فى سائر أنحاء الوطن. ورداً على سؤال حول كيفية تحالف الوفد مع تيارات تختلف معه فكريا وأيديولوجيا أكد رئيس الوفد أن وثيقة التحالف الديمقراطى من أجل مصر التى وقعت عليها الأحزاب جميعا تتوافق 100% مع برنامج حزب الوفد وأفكاره، وأنه لا يستطيع رئيس الوفد أو هيئته العليا أو جمعيته العمومية أن تخالف مبادئ وقيم وثوابت الوفد التى توارثناها جيلاً بعد جيل . وقال رئيس الوفد، إن التحالف الديمقراطى الآن فى مرحلة التنسيق الانتخابى ووضع معايير بمعرفة لجنة يترأسها الدكتور وحيد عبد المجيد، ويمثل الوفد فى هذه اللجنة فؤاد بدراوى سكرتير عام الحزب، وهذا التنسيق قد يصل إلى تحالف انتخابى بين 34 حزباً، يشكلون التحالف الديمقراطى من أجل مصر . وطالب البدوى كافة الأحزاب الأخرى بأن تنضم لهذا التحالف وصولاً إلى قائمة موحدة تكون انعكاساً لوحدة الأمة فى ثورة 25 يناير، التى توحدت فيها الأحزاب والتيارات السياسية والشباب وكل طوائف المجتمع، كل أنكر انتمائه وأيديولوجيته، وكان الحاضر الوحيد هو صالح الوطن ونجاح الثورة. قال رئيس الوفد، إن المنافسة فى الانتخابات القادمة على 700 مقعداً بالانتخاب لمجلسى الشعب والشورى بخلاف 176 مقعداً فى مجلس الشورى بالتعيين و10 مقاعد فى مجلس الشعب بالتعيين، وبالتالى لدينا فى هذا العدد الضخم ما يكفى لتمثيل الشعب المصرى بكل أحزابه وفئاته وطوائفه، والهدف من ذلك أن البرلمان القادم هو أخطر برلمان فى تاريخ مصر لأنه سيضع الدستور، وسوف يشكل البنية السياسية لمصر لعقود قادمة، وبالتالى فالدستور لا تضعه الأغلبية لأن الأغلبية بطبيعتها متغيرة فأغلبية اليوم هى أقلية الغد، والهدف الأساسى هو ألا يكون فى مجلس الشعب حزب يحتكر الأغلبية ولكن الأغلبية تكون بالتحالف بين كل الأحزاب فى مصر. ورداً على سؤال حول المخاوف من وجود برلمان خالى من المعارضه، أكد رئيس الوفد "أننا نخوض الانتخابات بقائمة موحدة، لكن فى البرلمان سيمثل كل حزب بهيئته البرلمانية وستكون الممارسة البرلمانية منحازة إلى ما يحقق الصالح العام، كما أن هذه المرة قد تكون الأخيرة التى يمكن أن يحدث فيها مثل هذا التحالف، فبعد هذه المرحلة التى قد تستمر لخمس سنوات أو أقل وبعد الانتهاء من استكمال البنيان السياسى لنظام الحكم فى مصر ستعود المنافسة السياسية لما يجب أن تكون عليه، بعد أن نكون تجاوزنا هذه المرحلة الخطيرة التى تحتاج إلى وحدة الصف. تجدر الإشارة إلى أن سعد زغلول رحل يوم 23 أغسطس 1927، ورحل مصطفى النحاس يوم 23 أغسطس 1965، ورحل فؤاد سراج الدين يوم 9 أغسطس عام 2000 .
