قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن الاعتداءات التى تشنها الحكومة السورية على شعبها منذ حلول شهر رمضان وأدت إلى مقتل 300 محتج تبدو أنها لم تردع المطالبين بالديمقراطية الذين لا يزالون يخرجون إلى الشوارع بمئات الآلاف. وأكدت الصحيفة فى افتتاحياتها التى خصصتها للشأن السورى اليوم تحت عنوان "ضغوط فى الداخل وأخرى فى الخارج"، أن هذه الحملات الأمنية غيرت تغييرا كبيرا مواقف البلدان المجاروة التى كانت تظن أنه ليس هناك بديل واضح لنظام الأسد. وأضافت أن البلدان السنية استبد بها الغضب بسبب الحملات الأمنية التى شنتها المليشيات "العلوية" الموالية لنظام الرئيس السورى بشار الأسد، فى الوقت الذى سحبت أربع دول خليجية بقيادة السعودية سفراءها من دمشق. وأوضحت الصحيفة أن تركيا التى كانت حريصة على خطب ود النظام السورى، خوفا من أن يتسبب فى اضطرابات داخل الأقلية الكردية التركية، أرسلت وزير خارجيتها، أحمد داود أوغلو إلى دمشق لنقل رسالة مفادها أن صبر أنقرة بدأ ينفد. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن حتى الرئيس الروسى دميترى ميدفيديف الذى دافع فى الماضى عن سوريا فى مجلس الأمن حذر الأسد من "مصير حزين" ما لم يوقف إراقة الدماء ويبدأ فى تنفيذ وعود الإصلاح التى طالما أطلقها. وأضافت صحيفة "الإندبندنت": إيران هى الحليف الوحيد حاليا لسوريا، مع ملاحظة أن التأييد الداخلى للنظام السورى أخذ ينحسر إذ أن رجال أعمال وشخصيات دينية مرموقة ومسئولين حكوميين سابقين فى دمشق وحلب بدأوا فى إبداء معارضتهم لما يجرى على الأرض. وختمت الصحيفة فى جملة مقتضبة تقول "لا ينبغى السماح لأى حكومة باضطهاد شعبها بهذه الطرق".