طالب إعلاميون وصحفيون وسياسيون بضرورة قيم الإعلام بدورة فى دعم القيم الحديثة للديمقراطية لاستكمال إنجازات الثورة البيضاء لتحقيق المبادئ التى رفعت أثناء الثورة للحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة، وطالبوا فى اللقاء الذى عقد بمدينة الإسكندرية بعنوان "القيم والإعلام فى بناء الدولة الديمقراطية الحديثة، الذى نظمه منتدى حوار الثقافات بالهيئة الإنجيلية باستمرار الإعلام بدورة للتوعية السياسية، لاسيما لعامة الشعب من أجل مشاركتهم فى بناء الدولة المصرية الحديثة.. أكد الدكتور أحمد عبدالله زايد، عميد آداب القاهرة الأسبق، على دور الإعلام فى نشر القيم المجتمعية التى تؤسس من خلالها مجتمع ديمقراطى وهى مسئولية الإعلام بعد ثورة 25 يناير لأنه قادر على تحسين المجتمع الحديث وتشكيل الوعى بما يتوافق مع قيم الحداثة وتغير المفاهيم السياسية الخاطئة وتصحيحه لعامة الشعب من البسطاء لأنه تفوق فى تأثيره على المدرسة والأسرة فى تشكيل الوعى أو تزييفه وحذر عبدالله من الإعلام الدينى الذى يأخذ فى طريقه محاولات لتحويل الطبقة الوسطى إلى اتجاه فكرى ودينى معين. ويرى الدكتور القس أندريه زكى – مدير عام الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية أن بناء الدولة الديمقراطية الحديثة باعتبارها النظام السياسى لأى مجتمع من المجتمعات يجب أن يستند إلى أسس مهمة وشاملة تشكل القاعدة لبناء أية دولة من الدول، كما ينبغى أن يكون لكل دولة دستور يحدد مهام الدولة ووظائفها، وهناك القاعدة الشعبية التى يقوم عليها بناء الدولة، وهو الشعب الذى يعتبر البنية الاجتماعية والطائفية والعرقية وهناك أهداف ومصالح للدولة والإمكانات والموارد التى تمتلكها الدولة، والتى تعد من أهم المقومات فى بناء أية دولة حديثة، ينبغى أن تكون هناك مقومات، وهى الدستور، وأشار إلى أن الإعلام يعطى مساحة مهمة لما يسمى حق الاتصال. وجربنا ما تم بقطع الاتصالات والإنترنت فى الثورة والإعلام لعب دوراً فى كسر فكرة النموذج الأحادى من خلال انتشار وتنوع وسائل الإعلام.. كذلك له دور فى التنقيح الثقافى والاجتماعى. ويرى د. عمار على حسن، الباحث السياسى، أن الإعلام لم يعد ناقلاً للمعرفة بل أصبح منتجًا للمعرفة، ويظهر بوضوح دوره فى تشكيل الصورة الذهنية حتى أنه فى القرن العشرين لعب الإعلام دورًا فى تسويق النصر دون أن يتحقق هذا النصر، كما يعتبر هو المفجر الأول للثورات التى بدأت بالدول العربية وتسليمها لدول أخرى لتنتج ثورات جديدة، وهو أمر لم يتوقعه النظام السابق الذى قضت عليه ثورة التكنولوجيا الحديثة. مشيرا أن ظهور الصحف الخاصة والفضائيات أعطى مساحة للكتاب الممنوعين من الكتابة فى الصحف القومية والتليفزيون المصرى أن يعبر ويكشف من فساد الأنظمة فى الوقت الذى كان فيه كتاب السلطة بتحيزهم الشديد للسلطة عامل من العوامل التى أدت إلى انهيار النظام بسبب حالة الاستياء والاستفزاز والكبت الناتجة لهذه الكتابات المتحيزة. وأضاف أن الإعلام الجديد الذى بدأ بمدونات الشباب ثم ظاهرة الصحفى المواطن والفيس بوك وتوتير أدت إلى خروج السيطرة من النظام السابق على مقاليد الأمور لأنه أصبح خارج السيطرة وضرب هذا الإعلام ولاسيما الفيس بوك الذى نجح فى تكوين قاعدة شعبية عريضه دون أن يشعر النظام الذى يفرض استبداده على الصحف والتليفزيون، ولكن بعد انتهاء الثورة غابت شعارات العدالة الاجتماعية عن الإعلام وغاب البسطاء عن المشهد وغاب التركيز على الأمان من خلال إنتاج الفزاعات المعروفة وغاب عن الإعلام دوره فى التوعية وكيفية إنتاج منهج للتفكير الحديث عقب الثورة فى ظل مناخ الحرية الحالى وإنتاج منظومة للقيم تتواكب مع مرحلة التغير الحالى. وأشار عبد العظيم حماد، رئيس تحرير الأهرام، إلى أنه إذا نجح الإعلام فى جذب الجمهور للتعامل مع الديمقراطية باعتبارها أمراً سلمياً وترسيخًا لقيم الديمقراطية الحديثة ففى هذه الحالة سيقدم خدمة كبيرة لتحقيق أهداف الثورة. وطالبت سمير لوقا، مديرة منتدى حوار الثقافات، بتأسيس قاعدة لحرية المعلومات لتفيعل دور الإعلام بما يخدم المجتمع بشفافية ويكشف الحقائق التى تساعد المواطنين على المشاركة فى صناعة القرار.