قال المحلل السياسى الأمريكى ناثان براون، إنه خلال سلسلة من المحادثات التى جمعته مع عدد من القضاة المصريين فى يونيو الماضى، وجد ثقة هائلة بالنفس، بأن القضاء المصرى سيكون على مستوى المهمة الإجرائية لمحاكمة مبارك، مشيرا إلى عاملين يدفعان هذا القضاء المفتخر بذاته للقلق. ويوضح أستاذ السياسة بجامعة جورج واشنطن والعضو البارز بمؤسسة كارنيجى للسلام الدولى، أن العدد الضخم من قضايا الفساد والانتهاكات المتورط فيها رجال النظام السابق أمر مروع. ويذكر أن أحد القضاة بمصر أشار إلى أنه لو تم متابعة جميع القضايا دفعة واحدة فإن نصف الشعب المصرى سيحاكم نصفه الآخر، كما يبدى براون قلقه من الضغوط السياسية الكبيرة والتى بدورها تسرع من مسار القضايا الخاصة بالرئيس السابق. أما العامل الثانى، وفق مقال براون فى مجلة فورين بوليسى، هو ما يتعلق بالقضايا الخاصة بحشود الضحايا الغاضبين ومشاعر الاستياء الجماهيرى، وقد قال أحد القضاه أنه قلق بشأن توفير مناخ آمن للمحاكمة، وبالفعل قد شهدت أكاديمية الشرطة اشتباكات كثيرة بين الموالين والمعارضين لمبارك، رغم أن هناك الكثير من الأمور التى تستحق الثناء، أهمها أنه يمكن الوثوق بالعدالة المصرية. ويختم الكاتب الأمريكى قائلا: هذا لا يعنى أن محاكمة مبارك ستكون نعمة غير مشروطة لمستقبل مصر، فغالبا الإجراءات المصرية والجو العام تتركز على العدالة الخاصة بالماضى وليس ما ينسجم مع تحقيق المصالحة فى المستقبل.
