لا يوجد شىء أهم من الصراحة لكى نقف على أخطائنا ونواجهها فى هذه المرحلة الحرجة التى يمر بها وطننا الحبيب .. وبصراحة أعتقد أننا ما زلنا نعيش فى جلباب معركة الصراع الوهمى حول الأسماء.. والأسماء فقط. للأسف لم نتخلص بعد من مرض البحث عن أسماء و"وشوش" جديدة.. فمازلنا أسرى لهذا المرض اللعين الذى جعلنا نلف وندور حول أنفسنا طوال السنوات الماضية .. فعلى سبيل المثال ما حدث من لغط وكلام كثير حول المرشحين الجدد للوزارات المختلفة .. الكل يسعى لكى يقول رأيه فى الأسماء الجديدة والأخرى المستبعدة.. والخوف أن نستمر فى نفس النهج القديم الجديد بالاستغراق فى الجدل حول الأشخاص دون النظر إلى السياسات التى ستتبناها الوزارة الجديدة. من المهم اختيار شخصيات مناسبة للمرحلة الراهنة ولكن الأهم أن نسأل أنفسنا.. هل ستكون الوزارة الجديدة حكومة تسيير أعمال أم إنقاذ وطنى.. وما هى مهاما تحديداً.. وماذا عن برنامجها.. وهل يجب وضع السياسات قبل اختيار الوزارة ام ننتظر البيه الوزير فى كل مرة لكى يأتى ويعطف علينا برؤيته العبقرية وحلوله السحرية؟ أعتقد أن الوزارة الجديدة عليها أن تضع برنامجا واضحا واليات جديدة قابلة للتطبيق قبل أن تتحول إلى وزارة إطفاء حرائق أخرى للهيب الشعب المصرى الذى ثارت ثورته منذ حزمة أحكام البراءة لصالح عدد من أقطاب النظام السابق وإخلاء سبيل عدد من المتهمين فى قضية قتل شهداء ثورة 25 يناير، مما ألهب ميدان التحرير بل وميادين مصر مرة أخرى. ومن أهم النقاط التى يجب أن يتبناها برنامج الوزارة الجديدة.. اجتثاث جذور الفساد الذى يعشش فى جميع جنبات المؤسسات وجعلت المواطن يشعر ان شيئا لم يتغير بعد الثورة "كما يجب إيجاد حلول لأزمة الارتفاع المتواصل للأسعار وتدنى مستوى الدخول والبطالة واستمرار الروتين والبيروقراطية القاتلة فى جميع أجهزة الدولة والفوضى غير الخلاقة والانفلات الأمنى وانتشار البلطجة وغيرها من المشاكل. فى الوقت الذى نشفى فيه من مرض المعارك الوهمية حول الأسماء والأيديولوجيات.. وفى الوقت الذى سنطلق فيه معارك حقيقية للتوحد حول رؤية واضحة للبناء السياسى والثقافى والاقتصادى لمصر وإجبار كل الأسماء على تنفيذها مهما كان منصبها حتى لو كان رئيسا للدولة.. وقتها سيطمئن الجميع على أن الوطن أصبح على الطريق الصحيح.
