أعلن التليفزيون السورى اليوم، السبت، أن الرئيس بشار الأسد أصدر مرسوماً بإعفاء محافظ حماة أحمد خالد عبد العزيز من مهامه، بعد أن شهدت المحافظة أمس الجمعة أكبر وأضخم مظاهرات شهدتها سوريا على الإطلاق، والتى طالبت بإسقاط نظام الأسد، وشارك فيها حسب مراقبون وناشطون سوريون ما يقرب من نصف مليون سورى. وأكد الناشط الحقوقى السورى ناصر الشهيلى، فى اتصال هاتفى ل"اليوم السابع"، أن قوات الأمن والجيش السورى قتلت ما يزيد على 26 مدنياً فى مظاهرات جمعة "ارحل"، والتى انطلقت فى معظم المدن السورية للمطالبة بإسقاط النظام، وقال الناشط السورى إن قوات الأمن السورى أطلقت الرصاص على اثنين من المحتجين الذين أصيبوا فى المظاهرات بمدينة حمص، بعد نقلهم إلى المستشفى، موضحاً أن الأمن السورى مازال يحتجز العديد من جثث المتظاهرين دون تسليمهم إلى ذويهم. ووصف الشهيلى المظاهرات التى انطلقت فى جمعة "ارحل"، بأنها الأضخم فى تاريخ سوريا، كما أكد أن النظام البعثى الأسدى الحاكم فى سوريا بدأ يفقد السيطرة على الأوضاع، وأن السوريين الآن أصبحوا أكثر شجاعة فى الخروج إلى الشوارع والمشاركة فى مظاهرات إسقاط النظام دون أن ترهبهم آلة الحرب البعثية. وانتقد الدكتور عصام الزناتى الناشط والمعارض السورى انزعاج روسيا من رفض المعارضة السورية الحوار مع الأسد، كما دعا روسيا إلى أن تتخذ موقفاً مشرفاً يحسب لها، بإدانة الجرائم التى يرتكبها بشار الأسد بدلا من لوم المعارضة، متسائلاً، أى حوار تتحدث عنه روسيا بعد الدماء التى سفكت والأرواح التى زهقت والنساء اللاتى اغتصبن، كما أكد الزناتى أنه لا حوار مع الأسد على الإطلاق حتى وإن حاوره بعض المنتسبين إلى المعارضة، لأن هؤلاء ليسوا أوصياء على الشعب السورى الذى يعانى منذ 40 عاماً، فالشعب وحده هو من يقرر، وقد قرر الشعب وقال كلمته بصراحة ووضوح وهى "الشعب يريد إسقاط النظام". فى السياق نفسه تعتزم شخصيات معارضة، الدعوة لعقد مؤتمر للإنقاذ الوطنى فى دمشق فى 16 يوليو الجارى، للتوصل إلى خطة ذات قاعدة عريضة لحل الأزمة السياسية فى سوريا. من جانبها أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلارى كلينتون"، عن خيبة أملها بعد التقارير التى أكدت استمرار أعمال العنف قرب حدود سوريا مع تركيا، معتبرة أن سماح الحكومة السورية باجتماع واحد للمعارضة فى دمشق غير كاف، كما أوضحت كلينتون أن الوقت بدأ ينفذ أمام الحكومة السورية، وعليها إما السماح بعملية سياسية حقيقية، والدخول فى حوار بناء مع أعضاء المعارضة، أو مواجهة المزيد من المعارضة المنظمة".