نشبت مشاجرة بين نائبين عراقيين ينتمى أحدهما إلى كتلة رئيس الوزراء نورى المالكى، والآخر إلى كتلة منافسه الأبرز إياد علاوى داخل مبنى البرلمان الأحد، بعدما عاد التوتر السياسى إلى العلاقة بين الطرفين. وقال مصدر برلمانى لوكالة فرانس برس، إن "مشادة كلامية حصلت اليوم بين النائبين حيدر الملا المنتمى إلى كتلة "العراقية"، وكمال الساعدى المنتمى إلى "دولة القانون"، تطورت إلى مواجهة جسدية مباشرة". وأضاف، أن "الساعدى اتهم الملا بالإرهاب خلال المشادة الكلامية التى وقعت فى صالة الاستراحة، بمبنى البرلمان، ثم قام بضربه بعكاز كان يستخدمه، وحين حاول الملا الرد عليه، تدخل نواب آخرون وفصلوا بينهما". وأشار المصدر، إلى أن العراك جاء على خلفية "قيام الملا خلال مقابلة تلفزيونية بثت مساء السبت، بنعت الساعدى بالكذاب". وذكر أن "خلافات مماثلة حدثت من قبل بين النواب تحت قبة البرلمان، فى دورات برلمانية سابقة، لكن لم يكشف عنها". وقام رئيس مجلس النواب السابق محمود المشهدانى، مطلع يونيه 2007 بتشجيع حراسه الشخصيين على "ضرب وركل" النائب عن الائتلاف الشيعى عبد الكريم العنزى، إثر مشادة بين الطرفين، وتأتى مواجهة اليوم فى ظل توتر متصاعد بين المالكى وعلاوى. وكان علاوى قال الجمعة فى خطاب متلفز عقب تظاهرات شارك فيها مئات العراقيين، للمطالبة بتحسين الأداء الحكومى، إن المالكى "اعتمد على الأجنبى ودعمته إيران ليكون رئيسا للوزراء"، وأضاف "لقد نسى (المالكى) وتوهم أنه يستطيع تكميم الأفواه، وقتل روح المواطنة وسحق الكرامة". وجاء ذلك بعدما اتهم رئيس الحكومة الثلاثاء خصومه السياسيين، بتعمد "تعطيل مشاريع الدولة، حتى يقال إن الحكومة لم تحقق ولم تنجز، وإعادة الفتنة من جديد، بالقول إن العملية السياسية تقف على حافة مرحلة خطيرة". وفازت لائحة علاوى بالانتخابات التشريعية التى جرت فى مارس 2010، متقدمة على لائحة المالكى بفارق مقعدين، ما دفع البلاد نحو صراع سياسى محموم على السلطة. وقد ولدت حكومة المالكى بعد حوالى تسعة أشهر من المفاوضات التى توجت باتفاق رعاه رئيس أقليم كردستان مسعود برزانى، لتأتى إلى الحكم بتشكيلة وزارية تختصر مفاهيم "الوحدة الوطنية"، التى تستند إلى موازين سياسية هشة.