اتفق عدد من الباحثين فى الفنون والفولكلور الشعبى على أن فرق الرقص الشعبية التابعة للثقافة الجماهيرية والمستقلة، تقوم بتشويه تراث مصر الشعبى بما تقدمه من عروض ليست من الفن الشعبى المصرى ولا تنتمى لها، وأجمعوا خلال الندوة التى أقامها المركز القومى للمسرح أمس بالمجلس الأعلى للثقافة، على أن الفرق التى تمثل مصر فى مهرجانات الفولكلور بالخارج، تسئ لسمعة مصر ومكانتها. قال سمير جابر الباحث فى الفن الشعبى، إن مصر بها 60 فرقة رقص شعبى، لكنها للأسف تقوم بتشويه سمعة مصر وتراثها مؤكداً على أن هذه الفرق تستنسخ فقرات وعروض فرقة رضا، والفرقة القومية للرقص الشعبى، ولا تعبر عن روح الفولكلور المصرى والشعبى. وتابع جابر: وللأسف قمنا العام الماضى بجولة عبر قصور الثقافة الجماهيرية، شاهدنا خلالها كل الفرق الشعبية، وما تؤديه من ألعاب، واكتشفنا أنها جميعا تمثل مصر فى الخارج، لكنها للأسف تشوه تراثه. وهاجم الدكتور مدحت فهمى مستشار رئيس البيت الفنى للفنون الشعبية، فرق الرقص الشعبى، مؤكداً على أن كثرتها لا تدل على أنها تقدم رقصا شعبيا، مشيراً إلى أن الرقص طالما انتقل للمسرح، لم يعد رقصاً شعبياً، لافتا إلى إلى عدم وجود مصممى رقصات، قائلا: الراقصون والراقصات الموجودين فى فرقة بنى سويف تحديدا يتسكعون فى مسرح البالون، وأتعجب كيف نقوم بإرسال هؤلاء لليابان ليمثلوا مصر بها؟. فيما أكد عبد الرحمن الشافعى رئيس البيت الفنى للفنون الشعبية الأسبق، على أن أكبر جريمة يتم ارتكابها فى الثقافة المصرية، هو استقدام خبير اجنبى روسى " رامازين" لتعليمنا ثقافتنا المصرية، بدلاً من أن يقوم بتعليمنا المنهج، أو طرق التدريب، أو لغة الجسد، مشيرا إلى أن غياب مدرسة للرقص المصرى، واللجوء لمدرسة أجنبية، تسبب فى هذا الرقص الشعبى الموجود اليوم فى المحافظات، والذى لا ينتمى للشعب المصرى. وتابع الشافعى: من الأخطاء الشائعة فى فرق الرقص الشعبى، توحيدها لزى الفرقة، وهو ما يعنى مسخ أصل الفرقة، وعدم إعطاءها روح المكان الذى تنتمى إليه، فنجد فرق صعيدية، ترتدى ألوان حمراء وفاقعة، يخجل الصعيدى من ارتدائها. وانتقد عبد الرحمن الشافعى قيام قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بإرسال فرق غير منضبطة، لتمثيل مصر فى المنتديات الدولية، مضيفاً: كيف نقوم بإرسال فرقة مثل فرقة بنى سويف وهى فرقة شديدة "الفتكان" إلى بلد شديد الانضباط مثل اليابان؟. وتحدث الفنان ناصر عبد المنعم رئيس المركز القومى للمسرح، مشيراً إلى أن مصر تمر بمرحلة جديدة، وهو ما يعبر عن روح جديدة للتفاؤل، مضيفاً: من الممكن أن ننظم ورش فكرية، لهيكلة فرق الثقافة الجماهيرية، لكن هذا لن يحدث بجهود منفردة، وإنما بتضافر جهود الباحثين فى الفنون الشعبية، مع المركز القومى للمسرح، مع أكاديمية الفنون.