ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، أن الوثيقة الفرنسية التى أعلن عن طرحها وزير الخارجية آلان جوبيه، أمس الأول، الخميس، فى مسعى لاستئناف المفاوضات بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، تتضمن أقوالا فى صالح إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو. وقالت الصحيفة فى عددها الصادر اليوم، السبت، "إن الوثيقة الفرنسية تتضمن لأول مرة قولا من الأسرة الدولية بأن هدف المفاوضات هو دولتان لشعبين"، مشيرة إلى أن هذا تغيير ذو مغزى كبير يقترب من نتنياهو ومن مطلبه من الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل (دولة قومية للشعب اليهودى). وأضافت "أن الوثيقة تتضمن حلا وسطا آخر فى صالح إسرائيل فى موضوع القدس خلافًا لمواقف سابقة للأسرة الدولية لا تقضى بأن تكون القدس عاصمة الدولتين بل فقط أن حل موضوع القدس يتحقق من خلال المفاوضات". وتتحدث الوثيقة الفرنسية عن استئناف المفاوضات على أساس عدة مبادئ حيث يتم بحث موضوع الحدود على أساس حدود عام 1967 مع تبادل أراض متفق عليه وفقًا لخطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما. وتدار مفاوضات على ترتيبات أمنية للطرفين، حيث تبدأ المفاوضات فى بحث الحدود ومسألة الترتيبات الأمنية.. فيما يتم تأجيل المفاوضات على اللاجئين والقدس إلى موعد لاحق لا يزيد على سنة من لحظة بدء المحادثات عن الحدود والأمن. ونقلت (هاآرتس) عن دبلوماسى فرنسى قوله "أوضح جوبيه أنه فقط إذا ما رد الطرفان الإسرائيلى والفلسطينى بالإيجاب على المبادئ التى وردت فى الوثيقة فإن فرنسا مستعدة لأن تعقد خلال شهر يوليو القادم مؤتمر سلام فى باريس تستأنف فيه المفاوضات المباشرة بين الجانبين". وأضاف الدبلوماسى الفرنسى أن جوبيه أبلغ الرئيس عباس ونتنياهو بأنه "إذا كنتما لا تريدان قولا سنتخلى عن كل الفكرة.. فرد عباس ونتنياهو على جوبيه بأنهما سيبحثان الوثيقة وسيردان عليها فى غضون بضعة أيام". وبعد يوم من الإعلان عن المبادرة الفرنسية، أعلن الرئيس عباس أنه يقبلها من حيث المبدأ، فى حين تواصل الحكومة الإسرائيلية دراستها بعمق. وكان الرئيس الفلسطينى، محمود عباس، قد أبدى قبوله مساء أمس، الجمعة، بالمبادرة الفرنسية لاستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل المتوقفة منذ ما يزيد على سبعة أشهر للتوصل إلى اتفاق حول الأمن والحدود قبل سبتمبر القادم. وقال الرئيس عباس فى تصريحات أدلى بها على متن الطائرة الرئاسية فى طريق عودته من روما، "إن المبادرة الفرنسية تتحدث عن رؤية الرئيس الأمريكى باراك أوباما التى أطلقها فى خطابه الذى تحدث فيها عن دولة على حدود عام 1967 لها حدود مع إسرائيل ومصر والأردن وفيها أيضًا الامتناع عن أعمال أحادية الطرف.. ونحن قلنا من حيث المبدأ إن هذه المبادرة مقبولة". وأوضح عباس أن المبادرة الفرنسية تشكل فرصة لاستئناف المفاوضات.. وقال "لدينا نافذة وهى أولا وأخيرًا سواء من أوباما أو من الفرنسيين الذين بنوا مبادرتهم على خطاب أوباما". وأضاف "نحن الخيار الأول هو المفاوضات الخيار الثانى هو المفاوضات الخيار الثالث هو المفاوضات وإذا لم تحدث سنذهب إلى الأممالمتحدة.. نحن غير ضامنين نتائج، ولكن سنبذل كل جهد وإذا وقفت القوى العظمى ضدنا سنعود إلى القيادة الفلسطينية لنقرر ماذا نفعل فى المرحلة القادمة". والتقى آلان جوبيه، وزير خارجية فرنسا، خلال الأيام الماضية مع مسئولين فلسطينيين وإسرائيليين كل على حدة، وبحث معهم المبادرة الفرنسية الهادفة إلى عقد مؤتمر اقتصادى سياسى نهاية يونيو الجارى يجتمع خلاله الجانبان الفلسطينى والإسرائيلى فى حال موافقتهم على هذه المبادرة. وقال جوبيه خلال لقائه أمس الأول، الخميس، مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى القدسالغربية "أكذب لو قلت إننى متفائل جدًا.. أنا متفائل بعض الشىء.. الجانبان الإسرائيلى والفلسطينى سيردان على دعوتى خلال الأيام القادمة".