يحدث كثيراً فى هذه الأيام الحرجة هروب مسجونين من أقسام الشرطة، أو من بعض السجون، وهذا يدل دلالة كافية وقاطعة على أن هؤلاء يستحقون العقوبات التى يقضونها عن الجرائم الذى ارتكبوها، ويضاف إليها وباستحقاق جريمة الغباء الكبرى. وتسقط مقولة يا ما فى الحبس مظاليم، فكيف لإنسان يفكر ولو مجرد تفكير أن يهرب من محبسه، والبلاد فى أوقات عصيبة، وقد يكون للهروب مبررات فى بداية الثورة، وأولها فتح أبواب السجون مشرعة، ومن لا يهرب يطلق عليه الرصاص، ولكن بعد ما آلت الأمور إلى ما آلت إليه، عادت الأمور تحت السيطرة بعد تدخل الجيش، وتعافى جهاز الشرطة بشكل كبير، فإن المسجون الذى يفكر فى الهرب فى هذا الوقت يدرك أنه سيقبض عليه وسيعاد مرة أخرى بجهود الشرطة والجيش والمواطنين أنفسهم الذين لن يسعدهم هروب غبى، لكى يروعهم، والذين كانوا غرماء لهذا المسجون ونال عقابه بسبب ضرره لهم. والثانية والأخطر أنه سيستبدل النيابة العامة بالنيابة العسكرية والقضاء العادى بالقضاء العسكرى، وقد تضاعف له العقوبة وهذا مؤكد، وهو كمن خرج من بئر فوقع فى ساقية، وقد يفكر أنه يمكنه الهرب خارج البلاد، وهذا من رابع المستحيلات، وخاصة فى هذه الأيام حيث الشرق مراقب والغرب مراقب ومشتعل والجنوب أشد رقابة من قبل القوات المسلحة والجو والبحر مغلق فى وجوه المجرمين، وانتهى زمن تهريب المجرمين أمثال توفيق عبد الحى والمرأة الحديدية وممدوح إسماعيل، ولذلك يجب أن يفكر المسجون ألف مرة قبل أن يحاول الهرب، ويلوذ بالفرار. وكذلك من يعتقد أننا فى حالة استرخاء أمنى ويمارس ممارسات غير مسئولة، تعطل حركة المرور، وتوقف دولاب العمل وتروع المواطنين، وتساهم فى رفع الأسعار، وتنفر السائحين من زيارة مصر، يفاجئون بالشرطة العسكرية تقبض عليهم ويقدمون للنيابة العسكرية، وبعد أيام قليلة يجد نفسه خلف أسوار السجون أو منتظراً لعقوبة الإعدام، وتصطدم رأسه بالحقيقة ويكتشف أنه ساذجا وغبيا، ولم يتعظ من غيره من المجرمين، وأن هناك جيشا حليما ويمارس ضبط نفس هائل تجاه الشعب من متظاهرين ومعتصمين وبلطجية ومجرمين، ولكنهم نسوا مقولة اتق شر الحليم إذا غضب، وأن هناك شرطة أعطيت لها كل الصلاحيات لضبط الأمور، وستواجه سنجة البلطجى بزخات من الرصاص الحى، ولن يفل الحديد إلا الحديد، وليتأكد البلطجية والخارجون عن القانون أنه من الغباء أيضاً أنه ستخرج مليونيات تطالب بعدم قتل البلطجية والمجرمين، بل أن التخلص من البلطجية والمجرمين هو بتر لأذرع فلول النظام والحزب الوطنى، وأمن الدولة، فيا شرطة مصر وجيشها ويا شعب مصر، لا تأخذكم فيهم شفقة ولا رحمة، ولابد أن تعيش مصر وتنعم بالأمن والأمان.