اعترض الأطباء والعاملون بوحدة صندوق صحة الأسرة بالإسكندرية على قرار الدكتور عصام سالم محافظ الإسكندرية، الذى وصفوه بالتعسفى، إزاء رغبته فى نقلهم من مقرهم الكائن بكوم الدكة الذى عملوا فيه لسنوات طويلة إلى غرفتين خلفيتين بمركز سوزان مبارك، حتى يقوم بأداء عمله فى مقر وحدة صندوق صحة الأسرة، بعد انهار مبنى المحافظة فى أحداث ثورة 25 يناير. وقالت الدكتورة إيمان عزت مديرة الصندوق، إن المبنى الخاص بهم مكون من ثلاثة طوابق وجراج وملحق به حديقة صغيرة، وقد انتقل العاملون بالصندوق لهذا المقر فى مايو عام 2003 أى أنهم يشغلون المبنى منذ ثمانية أعوام، حيث تم إنشاء صندوق صحة الأسرة بالإسكندرية عام 2000 وهو تابع لوزارة الصحة والسكان ويعمل من خلال عدد من القرارات الوزارية التى تحدد مهامه وإيراداته ومصروفاته، وتتمثل مهمة صندوق صحة الأسرة فى فصل تقديم الخدمة الصحية عن تمويلها، وتقديم التغطية التأمينية الشاملة لجميع أفراد الأسرة، و هو بذلك نواة لمشروع الإصلاح الصحى منذ عام 2000. وتضيف الدكتور إيمان إلى أن الصندوق يغطى حالياً ما يزيد على مليون مواطن فى محافظتى الإسكندرية والبحيرة بخدمات تأمين صحى على مستوى طبيب الأسرة وبعض التخصصات الأخرى، وذلك عن طريق أكثر من 100 وحدة من وحدات صحة الأسرة التابعة لمديريات الشئون الصحية والتأمين الصحى والجمعيات الأهلية فى المحافظتين. وأشارت إلى أنه مع هذا كله فى يوم الثلاثاء 19 إبريل 2011 حضر لمبنى الصندوق عدد من المسئولين بالمحافظة ووكيل وزارة الصحة بالإسكندرية دون سابق إنذار، لتفقد المبنى وتجهيزاته، وأبلغوا مدير الصندوق برغبة المحافظ فى اتخاذ مبنى صندوق صحة الأسرة مقراً مؤقتاً للمحافظة بعد احتراق المقر الأصلى القديم فى أحداث الثورة، وفى يوم الثلاثاء 26 إبريل الماضى حضر المحافظ لمقر الصندوق ومعه كبار المسئولين بالمحافظة ووكيل وزارة الصحة بالمحافظة، وعرض العاملون بالصندوق على المحافظ الاحتفاظ بدور من المبنى لمباشرة أعمالهم منه، و قد رفض المحافظ هذا الاقتراح، وقال للعملين بالصندوق "أنا لا أقبل الفصال ولا التفاوض"، و أصر على استلام المبنى كاملاً ووعد العاملين بالصندوق بتوفير مكان بديل لا يقل عن مكانهم الأصلى الذى سيتسلمه منهم ووعد كذلك بتدعيمهم بكافة احتياجاتهم فى المكان البديل. وعندما توجهت مديرة الصندوق برفقة وكيل وزارة الصحة بالمحافظة لمعاينة المكان المقترح لنقل العاملين بصندوق صحة الأسرة فيه، وجدته عبارة عن غرف بالبدروم (تحت الأرض) بمبنى مركز الإسكندرية لصحة المرأة والطفل (سوزان مبارك سابقاً) أمام مسجد القائد إبراهيم بمحطة الرمل. وكان بعض تلك الغرف عبارة عن مخازن تم إخلاؤها وليس بها شبابيك للتهوية ولا تصلح كمكان عمل تدار منه أعمال الصندوق. وعندما توجه وفد منهم للمقر الحالى للمحافظ لمقابلته واطلاعه على الموقف ورفضهم للمكان المقترح كبديل (كونه غير صالح لإدارة العمل منه) وذلك استناداً لوعد المحافظ بتوفير مكان أفضل من مكانهم الحالى وتدعيمه إياهم فيما يحتاجون إليه، إلا أن المحافظ رفض استقبال العاملين، ولم يسمح لهم بدخول مقره، وخرج إليهم أثناء توديعه لأحد ضيوفه وقال: "هذا القرار لا رجعة فيه، وارجعوا لوزيركم "وزير الصحة"، فرد عليه العاملون بأن هذا إخلال بوعده بتوفير المكان اللائق، وتدعيمه بما يحتاج، وأنهم لن يتركوا مكان عملهم، فأمر المحافظ بإغلاق الباب فى وجوههم، وقد حدث هذا على السلالم الخارجية لمقر المحافظ وعلى مرأى و مسمع من العاملين بمكتب المحافظ.