أكد الدكتور أكمل الدين أحسان أوغلى، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى، أن التقارب المصرى الإيرانى يصب فى المصلحة الإسلامية العليا، مشددا على أن مصر وإيران من أكبر الدول الإسلامية وهما دولتان إسلاميتان لهما مكانتهما الرفيعة فى منطقة الشرق الأوسط، ويجب أن يكون بينهما تكامل وأن تتطور العلاقات بينهما إلى ما يصب فى خدمة الاستقرار فى المنطقة وتحقيق التكامل فى العالم الإسلامى. وفى رده على سؤال حول المخاوف من تحول الثورات الشعبية فى بعض الدول العربية إلى حروب طائفية بين السنه والشيعة، قال أوغلى عقب لقائه اليوم مع الدكتور نبيل العربى وزير الخارجية "أن المنظمة ترفض أن تتحول الخلافات المذهبية إلى صراع سياسى"، مشيرا إلى أن القمة الإسلامية فى عام 2005 ساوت بين الثمانية مذاهب الإسلامية "أربعة مذاهب سنية والمذهب الجعفرى والزيدى من الشيعة ومذهبين آخرين هما الظاهرى والرباطى"، لافتا أن مؤتمر القمة هذا يعد بمثابة إجماع أمه . وقال أوغلى "فى عام 2006 حققت المنظمة التوافق بين السنه والشيعة فى العراق وتم وقف الإقتتال الطائفى بينهما"، وشدد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى على رفض المنظمة لتحول أى خلاف أو اختلاف مذهبى الى صراع سياسى، وأنه يجب على الجميع التصدى لهذا الأمر، خاصة وأن تحول الخلاف المذهبى الى الصراع سيهدد الأمن والاستقرار فى المنطقة . وردا على سؤال حول موقف المنظمة من صعود التيارات الإسلامية المتشددة إلى الواجهة السياسية فى بعض الدول العربية بعد اندلاع الثورات الشعبية، قال أوغلى "إن الغلو والتشدد فى الدين أمر يتنافى مع روح الإسلام السمحة"، مشيرا أن القمة الاسلامية الاستثنائية فى مكة وفى وثيقة الخطة العشرية وبيان مكة تم الوقوف ضد الغلو والتشدد فى الدين وتم التذكير بسماحة الإسلام وأنه دين الوسطية ويرفض التطرف والغلو. وأشار أوغلى أنه بحث مع العربى الأوضاع الأخيرة فى المنطقة والثورة فى مصر، لافتا لإلى أنه عبر لوزير الخارجية بشعورنا بسعادة كبيرة عما حدث فى مصر، وقال إن ثورة 25 يناير لها مكانتها الكبيرة فى تاريخ المنطقة ولها وزنها فى تاريخ الثورات، فهى أول ثورة شعبية على هذا النحو، حيث شهدت تحرك الملايين من الشعب المصرى فى اتجاه التغيير، وفى اتجاه الديموقراطية وبناء دولة جديدة ومجتمع جديد . وأشار أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامى إلى أن المباحثات مع العربى تناولت أيضا الأوضاع فى دول العالم الإسلامى، والإعداد لمؤتمر وزراء خارجية المنظمة فى يونيو المقبل، لافتا إلى أن المباحثات تناولت أيضا القمة الإسلامية التى كانت من المقرر عقدها فى شرم الشيخ وتم تأجيلها بسبب تطورات الأحداث فى مصر، وقال "ناقشت مع الوزير العربى الموعد الجديد للقمة والتى من المتوقع أن يكون بعد انتهاء الفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية". من جهة أخرى، أكد أوغلى أن الدكتور نبيل العربى أبلغه قرار مصر فتح المعابر مع قطاع غزة ،باعتبارة واجب إنسانى وإسلامى ودولى، مشددا على أن منظمة المؤتمر الإسلامى تدعم هذا التوجة المصرى وأن المنظمة سوف تتعاون مع الحكومة المصرية فى هذا الصدد، وقال أوغلى "لقد كنا نتعاون مع الحكومة المصرية السابقة فى عملية توصيل المعونات والمساعدات الإنسانية الى أهالى غزة، والآن ومع فتح المعابر سيكون هناك تعاون أكبر فى هذا الشأن".