إن قوة.. أى أمة تأتى من قوة وانتشار لغتها ولغتنا العربية هى عنواننا الذى إذا نسيناه ضعنا وتاهت هويتنا واللغة هى التراث الخاص بنا كعرب والإطار الذى بداخله توجد حضاراتنا وهى أيضا حلقة وصل بيننا جميعا، ولكننا اليوم نلاحظ فوضى عارمة فى اللغة وتدنيا شديدا فى الألفاظ والكلمات التى نسمعها فى كل مكان وسأعطى مثالا بسيطا قد يوافقنى عليه البعض وهو بعض الأفلام العربية التى نشاهدها فى هذه الأيام، ونسمع الألفاظ الغريبة منها بدلا من كتابة أفلام تحافظ على اللغة العربية وتعرفنا معانى وألفاظا جديدة وتعرف المشاهد بروعة وجمال اللغة الحقيقى وحتى إذا كانت هذه الأفلام تجسد الواقع المرير، وما يقوله الشباب فلابد من أن تعطى رسالة واضحة وصريحة للمشاهد بعدم الاهتمام بهذه الألفاظ، بل يعمل على منعها بدلا من تداولها وليكون من حقنا أن نحلم بمعنى السينما النظيفة من كل شىء. والبعد عن اللغة واحدة من أهم الأسباب التى تعوق حركة التقدم والرقى لأن تقدم الدول يكمن فى احتفاظها بلغتها، وحتى أننا إذا نظرنا إلى أحد أسباب انهيار الحضارات الأخرى والقديمة سنعرف أن قلة الثقافة وعدم تمسكهم بلغتهم وتراثهم والسماح لدخول لعناصر غريبة أن تتدخل المجتمع هو من أصل الانهيار وإن بدت إليك بعيدة نسبيا، ولكنك ستجد أن التمسك والحفاظ على اللغة سيكون أول الطريق لبداية النجاح والتقدم. وعلى الجانب الآخر نجد أن الدول المتقدمة اليوم تعمل على المحافظة على لغتها الأصلية مثل ألمانيا وإيطاليا وأمريكا.....إلخ وتفتح معاهد لتعلم لغتهم الأصلية، وذلك خوفا منهم على لغتهم من الضياع بل إن هذا ما فعله اليهود منذ أكثر من 200 عام عندما قرروا أن يقيموا دولة لهم وكان أول ما فعلوه هو أنهم تبنوا اللغة العبرية وكان ذلك تحت شعار (لا دولة بدون لغة)، فأين مصر والدول العربية من ذلك كله؟!!!!ولكنى أخشى ما أخشاه أن يكون الاهتمام الشديد منا باللغات والألفاظ الغريبة على حساب لغتنا ما هو إلا محاولة لمحو هويتنا الأصلية مثل مشروع الفتنة بين المصريين (المسلم والمسيحى). والحمد لله أن لغتنا محفوظة بالقرآن الكريم، ولكن ما يجب علينا فعله هو أن نحافظ ونطور فى اللغة بما يتناسب مع عادات وتقاليد المصريين وأن نتكاتف جميعا بداية منا كطلبة وعمال ومهندسين وأطباء..........إلخ لإحياء اللغة العربية والاهتمام بها وحتى نشعر بوجود المكتبات وندخل نقرا لعمالقة الأدباء حينما نعرف قيمة اللغة، وأيضا يجب أن يكون الاهتمام بالتعليم الابتدائى الذى يشهد مظاهر التدنى على المستوى اللغوى والتعليمى ويكون اختيار المعلمين على عناية فائقة لأنها المرحلة التى تقوم ببناء الطالب كليا. إن الاهتمام سيبدأ بنا ومنا ولن يكون إلا إذا كانت لدينا الإرادة لذلك والتحدى لكل ما هو خارج عن لغتنا وحتى لا يأتى يوم لنقول فيه انقذوا اللغة من الاختفاء والاندثار أو أن يأتى أجيال بعد ذلك لا تعرف قيمة اللغة العربية أو أن يصل بها الاستهزاء والسخرية ممن ينطقها فهيا بنا ونحن فى موجة التغيير أن نبدأ قبل فوات الأوان. وهذه دعوة لكل كتاب وأدباء مصر والذين يريدون البقاء لمصر والحفاظ على اللغة من الضياع وان نجعله مشروع قومى نجتمع حوله وهو مشروع (كيفية إحياء اللغة العربية والحفاظ عليها).