نابليون بونابرت، أشهر القادة الفرنسيين فى التاريخ، ويمثل للمصريين مكانة خاصة فتاريخ مصر الحديث يرتبط فى بدايته مع الحملة الفرنسية بقيادة الجنرال الفرنسى. وتمر اليوم الذكرى ال197، على رحيل نابليون الأول، والذى رحل فى 5 مايو 1821، عن عمر ناهز حينها 51 سنة، وهو قائد عسكرى وحاكم فرنسا وملك إيطاليا وإمبراطور الفرنسيين، حكم فرنسا فى أواخر القرن الثامن عشر بصفته قنصلاً عامًا، ثم بصفته إمبراطورًا فى العقد الأول من القرن التاسع عشر، حيث كان لأعماله وتنظيماته تأثيرًا كبيرًا على السياسة الأوروبية، إلى أن عزل مرتين من حكمه للبلاد بعد مؤامرة من جانب من بريطانيا وهولندا وروسيا والنمسا وبروسيا، لقضاء عليه، ومن ثم نفيه إلى جزيرة سانت هيلانة الواقعة فى المحيط الأطلسى وكنت تتبع المملكة البريطانية، وهناك قضى نحبه، فكيف كانت أيامه الأخيرة؟.
وبحسب كتاب "تاريخ أوروبا الحديث" للكاتب نصرى ذياب خاطر، فإن نابليون سجن لفترة قصيرة قبل نفيه إلى الجزيرة، وعاش أول شهرين فى منزل مملوك لشخص يدعى "وليام بالكومب" وسرعان ما أصبح صديقا مقربا لأفراد العائلة، وبشكل خاص للابنة الصغرى "إليزابيث لوسيا" والتى ألفت فى وقت لاحق كتاب "ذكريات الإمبرطور نابليون" انتهت هذه العلاقة عندما شكت السلطات البريطانية بأن "بالكومب" يلعب دور الوسيط بين نابليون وباريس فقامت بترحيله.
ثم نقل نابليون بعد ذلك إلى منزل لونكوود فى شهر ديسمبر من سنة 1815، وكان المنزل شديد العطب كثير الرطوبة، تعصف به الرياح على الدوام، وقد نشرت صحيفة الأزمان البريطانية آنذاك عدة مقالات تشير بأن الحكومة البريطانية ترغب بالتسريع فى موت بونابرت، وقد اشتكى من ظروف المعيشة السيئية لحاكم الجزيرة السير هدسون لوى، والذى كان يعامل بونابرت معاملة رديئة. وفى أيام نابليون الأخيرة، حاول اللورد طوماس كوكران الذى دعم حركة الاستقلال فى كل من تشيلى وبريطانيا، إنقاذ نابليون ومساعدته على إنشاء أمبرطورية جديدة فى أمريكا الجنوبية، لكن الأمر لم يكتمل. وأخذت صحة نابليون فى التراجع بداية من فبراير عام 1821، وفى الثالث من مايو كشف عليه طبيبان بريطانيان، ولم يستطيعا فعل شىء سوى النصيحة بإعطائه المسكنات، وبعدها بيومين توفى بونابرت بعد أن اعترف بخطاياه ومسح بالزيت وقدم قربانا بحضور الأب "أنجى فيكنالى"، وكانت آخر كلماته وهو يفارق الحياة "فرنسا، جيش، قائد جيش، جوزفين (زوجته).