الأحداث الساخنة خاصة السياسية منها كثيرا ما تصنع من بعض الإعلامين كالمذيعين ومقدمى البرامج ونشرات الأخبار المتميزين نجوما، خاصة أولئك الذين يمتلكون مواهب وقدرات خاصة يبرزونها خلالها.. والفترة الماضية لمع عدد من هؤلاء خاصة خلال ثورة 25 يناير ومن بينهم المذيع المصرى عمرو خليل مقدم برنامج "اليوم" على قناة الحرة من القاهرة، الذى سطع نجمه خلال تغطيته لأحداث الثورة وتميز بالحيادية والمهنية فى آن واحد. اليوم السابع التقى بعمرو وأجرى معه الحوار التالى.. * متى التحقت بالعمل بقناة الحرة وتركت التليفزيون المصرى؟ منذ عام 2006 عندما علمت أن قناة الحرة سوف تبث برنامجا جديدا من القاهرة، هو برنامج "اليوم" الذى أقدمه الآن، فتقدمت للعمل به والتقيت وقتها بالمنتجة والإعلامية الأمريكية "فان مايرز" والأستاذة بديعة سمير مدير البرنامج من القاهرة، وكان لى حظ العمل فى البرنامج منذ بداية انطلاقه ومن حينها والبرنامج يتقدم واستطاع أن يقفز قفزات جيدة جدا خلال الفترة الأخيرة. * وماذا عن الفترة التى سبقت التحاقك بهذا البرنامج؟ عملت منذ عام 2000 بالتليفزيون المصرى بقناة النيل للأخبار كمذيع وقارئ نشرة، وأيضا مراسل للقناة بفلسطين والعراق والحقيقة أننى اكتسبت عددا كبيرا من الخبرات والمهارات كمذيع بالتليفزيون المصرى الذى اعتبره مدرسة فى صناعة العاملين بالمجال الإعلامى فى كل التخصصات. *هل ثمة اختلاف بين الحرة والتليفزيون المصرى؟وهل انعكس عليك كمذيع؟ الحقيقة أن "الحرة" مدرسة جديدة ومختلفة عن الإعلام المصرى، فالإعلام المصرى قبل الثورة كان له سقف محدد وكنت أشعر وأنا أعمل فيه بالتقيد، وكنا نعمل جميعا ولدينا مقص الرقيب الذاتي، لكن فى "الحرة" سقف الحرية أكبر بكثير وهذا فى حد ذاته يعطى للمذيع مساحة ليبرز فيها تفوقه. * وما الذى تراه مختلفا فى برنامجك" اليوم" فى فترة الثورة وما تلاها من أحداث عن بقية القنوات؟ - نصر فى البرنامج على العقلانية والحرفية ولم نستخدم الوسائل والتقنيات التى تلهب المشاعر فقط لجذب المشاهدين، ولم نجرى وراء الخبر دون التأكد من مصداقيته أولا فالمصداقية فى بث الخبر إحدى أولوياتنا ولذلك لم نبث خبرا كاذبا أوبه شك مثل قنوات أخرى كانت تجرى فقط وراء الإثارة ولذلك نسبة الخطأ كانت نادرة لدينا، وتكاد تكون منعدمة بالإضافة لتقديم كل الأصوات والآراء فمثلما استضفنا المعارضة التى تتمثل فى أيمن نور والدكتور محمد البرادعى وأيضا رموز الحزب الوطنى مثل مجدى الدقاق الصحفى المنتمى للجنة السياسات والدكتور محمد عبد اللاه أحد المنتمين أيضا للحزب الوطنى، فلم يكن البرنامج حكرا لأحد ولا مع أحد ضد أحد. * هل فرضت إدارة القناة عليكم أى توجه ما فى تلك الفترة إزاء التغطية؟ على العكس تماما كانت هناك تعليمات بتقديم الحقيقة كاملة دون تجميل أو تزييف ونحن من ذاتنا نطبق المعايير المهنية فى التغطية، و"معركة الجمل" خير شاهد على ذلك الأمر فعندما قمت بتغطية ذلك الحدث لم أكن متحاملا لأحد ولا مساعدا لطرف ضد طرف لكنى نزلت وتقلت الواقع وعلى المشاهد الحكم. * هل أثر تأييدك للثورة كمواطن مصرى على دورك كمذيع؟ -دورى كمواطن ومتلقى يختلف عن دورى كمذيع، إذ أنى كمذيع لا أوجه أو أصادر توجهات المشاهد، أسمو فوق الحدث وأصفه دون أن انخرط فيه.. هذه هى الأمانة المهنية التى التزم بها، ولكن التعاطف مع الخبر ممكن لكن إذا كان حادث، أو كارثة، أما توجهى السياسى فلا أظهره مطلقا أثناء عملى كإعلامى، وبالمناسبة أثناء "موقعة الجمل" كنت أحترق من الداخل وانأ أتابع الحدث وذلك نابع من "مصريتى" ولكن لا يجوز أن أقول هذا صح وهذا خطأ. *هل تعرضت القناة لمضايقات وأعمال بلطجة أثناء "موقعة الجمل"؟ -نعم ، إذ اقتحم عدد من البلطجية مكتبنا وأطلقوا النار وقاموا بأعمال شغب ولم نبث البرنامج فى ذلك اليوم وهذا حدث فى ثانى أيام معركة الجمل تحديدا. *هل زادت نسبة مشاهدة برنامج "اليوم" خلال فترة الثورة؟ - البرنامج ارتفعت نسبة مشاهدته خلال تلك الفترة ونحن نقيس ذلك الأمر من خلال تواصل الجمهور معنا ومن خلال مراكز دراسة آراء الجماهير التى أوضحت أن أكثر من 29 مليون مشاهد يتابعون القناة و26 مليون مشاهد يتابعون برنامج اليوم.. وهناك أيضا إحصائية أخرى نفذت على 500 شخص من مصر من خلال استبيان وتبين أن نسبة 25% من هذه العينة تشاهد البرنامج وبالنسبة لنا هى مؤشر جيد وهناك أيضا مؤشر خاص بالتفاعل المباشر على الإنترنت من خلال موقعنا ومن خلال الفيس بوك أيضا. *وما فى رأيك سبب ارتفاع نسب المشاهدة؟ -سياسة البرنامج وهى قائمة على التدفق فى تقديم الأخبار مع المصداقية والحرفية والمهنية، والبرنامج عبارة عن مجلة لكل الأحداث السياسية والثقافية والفنية والاقتصادية وكل موضوع يقدم من خلال فقرة لا تزيد عن 10 دقائق وهذا يعطى تدفق كبير للبرنامج ولا يشعر المشاهد بالممل ونستجيب لكل الأحداث. *هل قارئ النشرة لديه القدرة على تقديم برامج التوك شو؟ قراءة النشرة تعطى المذيع أرضية أوسع وصفات تتمثل فى الدقة والسرعة وحسن التصرف على الهواء فلا يمكن تدارك الأخطاء إن حدثت، فقراءة النشرة فيها شكل من أشكال التناسق فالتعديل صعب وهذه جميعها ملكات لو أضيف لها ملكة المحاورة يصبح قارئ النشرة مقدم برنامج توك شو رائع، ولكن ليس كل قارئ نشرة جيد محاورا جيدا لأن المحاورة ملكة تختلف عن ملكة قراءة النشرة.