هناك مهن شاقة وأكثر صعوبة من غيرها، لكن العمل فى مجال الصرف الصحى هو الأصعب خاصة شغلانة "الغطس" فى بلاعات الصرف الصحى بمحافظة قنا، ودفعتهم قلة الرواتب والحاجة إلي المال إلي قبول مهنة الغطس في بلاعات الصرف الصحي لإجراء أعمال صيانة بعدما فشلت جميع المحاولات في تصريف المياه المتدفقة داخل الغرف وإصابة بعض المنازل بالغرق، متحصلين علي بعض البدلات مقابل تلك المهنة الأصعب. مشهد عم أحمد أحد أبناء قرية الترامسة بقنا لا يقدر عليه كثيرون، خاصة أن مهنته تتطلب منه أن يخلع ملابسه وسط الشتاء ودرجة الحرارة القارسة ليقوم بالغطس في إحدي غرف الصرف الصحي القريبة من إحدي الشوارع الجانبية من مبني محافظة قنا، مؤديا مهنته التى يمارسها منذ التحاقه في وظيفة الحكومة، والتي يحلم بها، حتي جاء قدره أن يعمل في وظيفة عامل بشركة الصرف الصحي بقنا. تجاعيد وجهة التي تحكي قصة الشقاء، وتجاوز عمره للعقد الخامس من عمره يحكيان تفاصيل كثيرة عن شقاء عمله، ومشاهد الغطس داخل بلاعة الصرف الصحي تحكي معاني كثيرة من تردي أوضاع هؤلاء العاملين، مطبقآ مقولة أن هناك من يعمل من أجل أن يسعد الأخرين، ولكن ظروف الحياة دفعته لقبول هذا الأمر من أجل الحصول علي بدلات تضاف إلي راتبه الشهري الضعيف حتي يستطيع الإنفاق علي أسرته المكونة من 6 أشخاص علي حد قوله. اليوم السابع التقت عم أحمد قاسم سباعي 56 عآما من إحدي قري محافظة قنا، للحديث عن مهنته الأصعب فزملائه يلقبونة "مستر أكس" وهي الشخصية الذي قدمها الفنان الراحل فؤاد المهندس، فهم يعتقدون أنه قادر علي فعل المستحيل والشئ الأصعب بالنسبة لتلك المهنة. وقال "عم أحمد ":" شغال ليا 30 سنة في شغلانة الغطس في بلاعات الصرف الصحي ، ومش بنزل أغطس غير في أصعب الحالات وهو استحالة تسليك البلاعة بأجهزة التنظيف، فيتم أستدعائي للغطس وادخال خرطوم تفريق لتقليب المواسير الرئيسية من الشوائب والأشياء التي يلقيها المواطنون في البلاعات وتتسب في انسداد تدفق المياه. وأضاف :" مرتبات العاملين في الصرف الصحي ضعيفة جدآ ، ومش معايا أرض أو مصدر رزق آخر فاضطر أنزل وأغطس في البلاعات، لأنه يتم صرف بدلات بجانب المرتب الذي أحصل عليه، وكل ما أغطس كتير بصرف بدل زيادة، ولجأت للغطس علشان أزود دخلي وأعرف أصرف علي عائلتي، خاصة أن المرتبات اللي بناخدها لاتكفي، وقد يضطر العامل للبحث عن مصدر رزق آخر بجانب مهنته. وتابع "مش كل اللي اشتغل في الحكومة مرتاح"، بتلك العبارة واصل عم أحمد حديثه، مضيفا "الشباب اليومين دول كل همه الوظائف الحكومية وشغال في وظيفة حكومة وبنزل أغطس في الصرف الصحي لما المجاري بيحصل فيها أنسداد، واحنا كنا 5 عمال نقوم بالغطس خرج 3 معاش ولم يتبق غيري وشخص بديل ليا، والمعدات الي صرفوها لينا مش بنستعملها علشان بدلة الأكسجين كبيرة وغرف الصرف الصحي الموجودة في مصر ضيقة". وختم حديثه:"عارف شغلانتي صعبة بس ده أكل العيش، وأصعب حاجة بتواجهني البرد في فصل الشتاء، والحمد لله صحتي زي الفل، وولادي فخورين بيا لأني باكل من تعبي وشقايا، لكن عندي مطلب، حيث تعرضت لكسر في ذراعي في إحدي المرات ونفسي يدوني معاش إصابة عمل ، والحمد لله راضي بشغلانتي لأن مفيش حد بياخد غير نصيبه، والناس بتدعيلى ومش بتقرف مني خالص".